B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

أكثر من 3800٪ في عام 2025: الجزائر تنعش ميناء برشلونة

أسامة نجيب 15 ديسمبر 2025
هذا الارتفاع الاستثنائي يُعزى مباشرة إلى تحسّن العلاقات التجارية بين الجزائر ومدريد، عقب أزمة دبلوماسية دامت عامين على خلفية تغيير موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء الغربية.

سجّلت صادرات ميناء برشلونة نحو الجزائر ارتفاعًا استثنائيًا يقارب 3800٪ خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2025، وفق معطيات موانئية إسبانية نقلها موقعDiario El Canal، وسيلة إعلامية متخصصة في شؤون الموانئ واللوجستيك والنقل البحري.

و بالتفصيل، بلغت نسبة نمو الصادرات نحو الجزائر 3848.4٪ خلال الفترة نفسها، وهي أعلى زيادة يسجلها ميناء برشلونة نحو أي وجهة أخرى. ويأتي هذا التطور في سياق عودة تدريجية للعلاقات التجارية بين إسبانيا والجزائر بعد أكثر من عامين من الجمود. وبالمقارنة، تبقى نسب الزيادة المسجلة مع شركاء آخرين محدودة: السعودية (+17.4٪)، الهند (+21.5٪)، كوريا الجنوبية (+30.3٪)، والإمارات العربية المتحدة (+46.9٪).

و بحسب Diario El Canal، فإن هذا الارتفاع الاستثنائي يُعزى مباشرة إلى تحسّن العلاقات التجارية بين الجزائر ومدريد، عقب أزمة دبلوماسية دامت عامين على خلفية تغيير موقف الحكومة الإسبانية من قضية الصحراء الغربية. ويشير الموقع المتخصص إلى أن تدفقات التجارة استؤنفت بسرعة وبوتيرة قوية، ما جعل الجزائر في ظرف أشهر السوق الأكثر نموًا لصادرات الحاويات انطلاقًا من ميناء برشلونة.

و تؤكد هذه الأرقام، وفق مصدر في سلطة ميناء برشلونة نقلت عنه الصحافة المتخصصة، «أهمية السوق الجزائرية بالنسبة لميناء برشلونة، وللتجارة المتوسطية بوجه عام».

طلب مستدام

و تأتي هذه الديناميكية في وقت يشهد فيه الميناء الكتالوني وضعًا عامًا أكثر تباينًا. فبالرغم من بقاء حجم النشاط الإجمالي عند مستويات مرتفعة، يواجه ميناء برشلونة تراجعًا في عمليات إعادة الشحن الدولية، لا سيما على بعض الخطوط العابرة للقارات. وفي هذا السياق، تمثل المبادلات المباشرة مع الجزائر عاملاً داعمًا لنمو النشاط، لكونها تعتمد على تدفقات موجهة مباشرة إلى السوق النهائية.

وتتكوّن الصادرات نحو الجزائر أساسًا من سلع استهلاكية، ومعدات صناعية، ومنتجات وسيطة، ما يعكس وجود طلب مستدام ظل مكبوتًا لفترة طويلة بفعل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وتشير سرعة الانتعاش المسجلة في 2025 إلى أن المبادلات التجارية كانت معلّقة مؤقتًا أكثر مما كانت متضررة بنيويًا.

و على نطاق أوسع، يشكل هذا التطور إشارة جيو-اقتصادية ذات دلالة في غرب البحر الأبيض المتوسط، إذ يبرز قدرة الجزائر على التأثير المباشر في نشاط أحد أبرز المراكز اللوجستية الأوروبية، متى توفّر الإطار السياسي والتجاري الملائم.
وبالنسبة لميناء برشلونة، قد تمثل سنة 2025 نقطة تحوّل مستدامة، مع عودة الجزائر لتكون شريكًا تجاريًا استراتيجيًا يساهم بشكل حاسم في دعم التعافي وضمان استقرار نمو النشاط المينائي.

تعويض التدفقات المفقودة

يعكس الارتفاع الكبير بنسبة +3848٪ نحو الجزائر بالأساس استئناف التبادل التجاري بعد فترة كانت فيها الصادرات شبه متوقفة بسبب الحواجز المالية والتوترات التجارية. وعلى الرغم من أن الأحجام لا تزال متواضعة مقارنة بتدفقات الميناء الإجمالية في برشلونة، فإن هذا الاستئناف يظهر على شكل زيادة هائلة بالنسبة المئوية: على سبيل المثال، إذا كان الميناء قد صدّر خمسين حاوية فقط في عام 2024، فإن العودة إلى نحو 2000 حاوية في عام 2025 تعكس هذا الارتفاع الكبير بالضبط. وبالتالي، فإن هذا الرقم يعكس تعويض التدفقات المفقودة وتطبيع العلاقات التجارية أكثر من كونه تدفقاً هائلاً للسلع.