B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

الأعراف السياسية والدستورية على المحك: قراءة في مسار التعديل الحكومي المرتقب

Par M Iouanoughene
12 سبتمبر 2025

تترقب الساحة السياسية عندنا التعديل الحكومي في أي لحظة، خاصة في ظل الاختلالات الكثيرة التي أصابت سير شؤون الحكومة. فلم تعد تخضع للتقاليد السياسية المعروفة ولا القواعد المحددة في الدستور، منذ إقالة الوزير الأول نذير لعرباوي .

المَعْرِض التجاري الأفريقي البيني، حدث إقتصادي جندت السلطات الجزائرية كل وسائلها المادية والبشرية لإنجاحه، بالنظر لرهناته الديبلوماسية والجيوسياسية.  تم افتتاح المَعْرِض يوم الخميس 04 سبتمبر في حفل ضخم، من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون. بعد أسبوع من اللقاءات والنشاطات الثقافية والترفيهية على الألوان الإفريقية، جاء موعد اختتام الحدث، من قبل مدير ديوان رئاسة الجمهورية هذه المرة.

كيف نزل الوزراء في ترتيب هرم الدولة

دستوريا لا وجود لمنصب مدير ديوان في هرم مؤسسات الدولة الجزائرية، والذي يعوض رئيس الجمهورية في تمثيل الجزائر إما الوزير الأول أو رئيس مجلس الامة، باعتباره الرجل الثاني في الدولة. وفي مثل المعرض التجاري الافريقي، يعد وزير الخارجية، أحمد عطاف الأقرب لاختتامه نيابة عن الرئيس. ولا حرج أن يشرف  الوزير الاول بالنيابة على حفل الاختتام، ما دامت صفة النيابة لم تمنعه من عقد اجتماعات حساسة تتجاوز نطاق تصريف أعمال الحكومة. وفي أسوأ الحالات توكل المهمة لوزير التجارة الخارجية أو الداخلية.

لكن عطاف غاب عن حفل الاختتام وفتح المجال لانطلاق الحديث عن مصيره في الحكومة المرتقبة. فيما اصطف الوزير الأول ووزيرا التجارة الداخلية والخارجية ووزراء آخرون خلف مديري الديوان والاتصال لرئاسة الجمهورية.

سيفي غريب يسابق الزمن

وليست المرة الأولى التي يسبق هذا المسؤولان كل أعضاء الحكومة للظهور الإعلامي، لكن ظل ذلك شأنا داخليا للجزائر. لكن أن يتكرر ذلك أمام مرأى وفود أجنبية، تصبح صورة الجزائر عرضة للاهتزاز ويفتح الأبواب لقراءات كثيرة من قبل التمثيليات الديبلوماسية العاملة في بلادنا.

نزول الوزراء أسفل أعضاء ديوان الرئاسة، يبعث رسالة مفادها أن الحكومة الحالية انتهت مهمتها وأن التغيير الحكومي وشيك. هل يتم الاحتفاظ بسيفي غريب ويصبح وزيرا أولا دائما؟ الرجل حاضر إعلاميا خلال أسبوعين أكثر من حضور الوزير الأول المقال طيلة فترة توليه المنصب. لكن هذا لا يكفي لتحديد النازل الجديد بقصر الدكتور سعدان.

كان بيد تبون تكليف سيفي غريب بتشكيل حكومة جديدة، ولم يفعل. ما يؤكد أن التغيير الذي حصل لم يخضع لاعتبارات سياسية مدروسة، بل كان رد فعل لحدث معين، رجح كل المتتبعين أن يكون مرتبط بغيابه أثناء وقوع حادث سقوط الحافلة في وادي الحراش.

أعراف سياسية جديدة وغموض المشهد

ومرة أخرى شكلت طريقة إقالة نذير لعرباوي سابقة في الأعراف السياسية والدستورية الجزائرية. إذ لم يسبق الاعلان عن توقيع أي رئيس جزائري عن مرسوم إنهاء مهام الوزير الأول أو رئيس الحكومة. بل المعمول به في كل الأحوال هز أم يقدم هذا الأخير استقالته واستقالة حكومته آليا، والرئيس يقبل الاستقالة أو يرفضها.