شهد قطاع الكهرباء في الجزائر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 نشاطًا غير مسبوق، تجسّد في مجموعة من المشاريع الكبرى والاتفاقات الدولية، ضمن مسار إصلاح شامل يستهدف تعزيز القدرات الوطنية في التوليد والنقل والتخزين، ودعم التحول نحو الطاقات النظيفة.
تشير بيانات منصة الطاقة إلى أن هذه التطورات تعكس توجّه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الكهربائي وتوسيع نطاق صادراتها في مجالات التكنولوجيا والخدمات الطاقوية، ما يعزّز موقع الجزائر في السوق الإقليمية والدولية.
محطة وهران – يناير 2025
افتُتحت محطة كهرباء ضخمة في ولاية وهران بطاقة 464 ميغاواط على مساحة تتجاوز 20 هكتارًا. المشروع، الذي أشرف على تدشينه وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، يُعدّ خطوة استراتيجية لتأمين الطلب المتزايد على الكهرباء في المناطق السكنية والصناعية غرب البلاد، وتحديث الشبكة الوطنية.
اتفاق جزائري-ألماني – فبراير 2025
وقّعت الجزائر وألمانيا اتفاقًا مبدئيًا لتطوير تقنيات خلايا الوقود والمحللات عالية الكفاءة، بالتعاون بين وزارة الطاقات المتجددة وشركة بوش الألمانية.
يهدف الاتفاق إلى نقل التكنولوجيا، وتوسيع استخدام الهيدروجين الأخضر، وتقليل الانبعاثات الكربونية، مع فتح آفاق تصدير الطاقة النظيفة نحو أوروبا.
مشروع تخزين الكهرباء – أبريل 2025
في أبريل، أُطلقت مبادرة وطنية لتطوير صناعة بطاريات الليثيوم-حديد-فوسفات، باتفاق بين الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي ومجمع سونارام والبروفيسور كريم زغيب.
الهدف هو إنشاء منظومة لتخزين الكهرباء اعتمادًا على الموارد المحلية، ما يعزز استقلال الشبكة الوطنية ويقلل من فاقد الطاقة في فترات الذروة.
إعادة تشغيل مشروع عين وسارة – أبريل 2025
أعادت شركة سونلغاز تفعيل مشروع محطة توليد الكهرباء في عين وسارة بولاية الجلفة بعد توقف دام أكثر من عام، عبر تحالف صيني يضم ثلاث شركات كبرى.
يُتوقّع أن يسهم هذا المشروع في رفع قدرات التوليد الوطنية واستكمال خارطة الاستثمارات الطاقوية، رغم الانسحاب السابق للشركة الإسبانية دورو فيلغويرا.
تؤشر هذه المشاريع إلى تحول ملموس في سياسات الطاقة الجزائرية، يقوم على الشراكة التكنولوجية، تنويع مصادر الكهرباء، واستغلال الثروات المنجمية لدعم الاستقلال الطاقوي. ومع تسارع وتيرة التنفيذ، تتجه الجزائر لترسيخ موقعها كفاعل رئيسي في سوق الكهرباء الإفريقية والمتوسطية.