قال سفير تركيا بالجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، إن العلاقات بين أنقرة والجزائر تقوم على أسس تاريخية وثقافية وسياسية متينة. لكنها تحمل أيضًا بعدًا اقتصاديًا استراتيجيًا يجعلها مرشحة لمستقبل أكثر ازدهارًا.
وأوضح كوتشوك يلماز أن حجم الاستثمارات التركية في الجزائر بلغ 7.7 مليارات دولار، فيما تجاوز التبادل التجاري 6.5 مليارات دولار مع هدف مشترك لرفعه إلى 10 مليارات. وأشار إلى أن نحو 1600 شركة تركية تنشط داخل السوق الجزائرية في مجالات البناء والطاقة والصناعات التحويلية.
وأضاف في مقابلة مع وكالة أناضول التركية أن التعاون لا يقتصر على التجارة والاستثمار، بل يشمل النقل والتعليم أيضًا. فقد ارتفع عدد الرحلات الجوية بين البلدين من 35 إلى 80 رحلة أسبوعيًا، ما ساهم في خفض أسعار التذاكر وتعزيز حركة الأفراد ورجال الأعمال. كما يستفيد مئات الطلبة الجزائريين سنويًا من برامج المنح والدراسة في الجامعات التركية.
وشدد السفير على أن قوة العلاقات الاقتصادية تنبع من قاعدة اجتماعية وثقافية مشتركة. إذ يُقدَّر أن ما بين 5 و20 بالمئة من الجزائريين ينحدرون من أصول تركية، وهو ما يعكس امتداد الروابط التاريخية عبر قرون طويلة. وأوضح أن هذه الأواصر تظهر في الأسماء العائلية والعادات والتقاليد وحتى المطبخ الجزائري الذي يشترك مع نظيره التركي في كثير من الأطباق.
وأكد كوتشوك يلماز أن هذه الروابط تمنح البلدين أفضلية لتعزيز التعاون الاستراتيجي. وقال: "نحن لا نكتفي باستثمار الإرث التاريخي الممتد لـ316 عامًا، بل نعمل على نقله إلى المستقبل عبر شراكات اقتصادية ومؤسساتية تضمن مصالح الشعبين وتعزز حضورهما المشترك في المنطقة."
