B E R H G A M

T N E G R E M E

Média

تقييد حرية الأساتذة الجامعيين: تعليمة كلية العلوم الإنسانية لجامعة الشلف ليست معزولة

Par م.إيوانوغن
10 مايو 2025
تقييد حرية الأساتذة الجامعيين: تعليمة كلية العلوم الإنسانية لجامعة الشلف ليست معزولة

أثارت التعليمة التي وجهتها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف لأساتذة التاريخ، استياء الأساتذة الجامعيين، مع أنها ليست الأولى من نوعها

جاء في تعليمة كلية العلوم الإنسانية لجامعة الشلف، أنه "عملا بالتعليمات التنظيمية المعمول بها... وحرصا على إنسجام الخطاب الأكاديمي مع التوجهات الرسمية للدولة... يطلب من جميع أساتذة قسم التاريخ بالكلية الامتناع عن الادلاء بأي تصريح أو إجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الأجنبية المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، دون ترخيص مسبق وصريح من الإدارة"...ا

تداعيات قضية محمد لامين بلغيث

وواضح من خلال تحديد أساتذة التاريخ بالذات، أن عميد الكلية الذي أصدر هذه التعليمة تفاعل مع قضية الأستاذ الجامعي محمد لامين بلغيث الموجود رهن الحبس الاحتياطي، بعدما نفى وجود الثقافة الأمازيغية عبر قناة "سكاي نيوز" الإماراتية البريطانية، وإعتبرها "مشروع فرنسي صهيوني".

ورد المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي (كناس) عبر بيان، وصف فيه تعليمة عميد كلية الشلف ب"غير المسبوقة على المستوى الوطني والدولي" ومن شأنها أن "تهز قيمة الجامعة الجزائرية وتجعلها محل سخرية وتنمر". وإعتبر بيان ال"كناس" التعليمة "فعل تم لمعزل عن سياسة الوزارة والجامعة" محملا المسؤولية لعميد الكلية بمفرده.

وفي إشارة إلى قضية أستاذ التاريخ لامين بلغيث، قال البيان "إذا كان بعض الأساتذة الجامعيين، وهم نسبة قليلة جدا، قد تم تغليطهم من قبل الاعلام الخارجي، فإن الأغلبية الساحقة من الأساتذة الجزائريين كانوا دوما صوت الجزائر الذي يصدح بالدفاع عن مبادئ الجزائر وسياستها الخارجية والداخلية"...ا

وزارة التعليم العالي سبق أن قيدت مشاركة الأساتذة في ملتقيات دولية

وعكس تأكيد ال"كناس" فإن وزارة التعليم العالي أصدرت تعليمة في 2020 تشدد على "ضرورة التبليغ وإخطار مديرية التعاون والتبادل بين الجامعات بالدارة المركزية للوزارة وجوبا باي تصرف او تواصل مع أطراف أجنبية طيلة مراحله المختلفة سواء تم ذلك من من قبل المؤسسة الجامعية او من قبل أعضاء الأسرة الجامعية والبحثية عندما يتصرفون باسم المؤسسة " حسبما نقلته وسائل الاعلام أنذاك

وفي مراسلة أخرى أوردتها وسائل الاعلام كذلك موجهة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  إلى الجامعات شهر أوت من عام 2023، تمنع صراحة الأساتذة والطلبة الجامعيين من المشاركة في ملتقيات دولية سواء حضوريا أو عبر تقنية التحاضر عن بعد، دون رخصة مسبقة.

وجاء المراسلة، حسبما نقلته وسائل الاعلام أنذاك ” لقد لفت إلى انتباهنا مؤخرا، مشاركة بعض الأساتذة والطلبة في التظاهرات العلمية ذات الطابع الدولي. والتي يتم عقدها حضوريا أو عبر تقنية التحاضر عن بعد، دون إعلام أو ترخيص الهيئات المخولة على مستوى مؤسساتهم الجامعية والبحثية. مما قد يتسبب في حدوث مغالطات ناتجة عن إساءة استخدام بعض الآراء ووجهات النظر. أو بصبها في غير سياقها الصحيح واستغلالها لأغراض سلبية لا تمت صلة بمجال التعليم العالي والبحث العلمي".

وفي هذا الصدد تضيف المراسلة “يطلب من جميع المؤسسات الجامعية والبحثية تحسيس المشاركين. في مثل هذه التظاهرات بضرورة حصولهم على ترخيص مسبق من مؤسساتهم".ا

ال"كناس" يقترح الاخطار المسبق بدل الرخصة المسبقة

وبعد الانتقادات التي أثارتها تلك المراسلة، اقترح المنسق الوطني لنقابة "كناس" استبدال شرط الترخيص المسبق بع "إخطار الجامعة قبل المشاركة"، مع إمكانية منع المشاركة "في حالات استثنائية" تثبت فيها وزارة الخارجية أن المشاركة قد تسيء للأستاذ أو للمؤسسة الجامعية.