احتفل الصحفي الجزائري المعروف، إحسان القاضي بمرور عام على مغادرته السجن بعد قضائه عامين إثنين، في ظل ظروف صعبة شهدها المشهد السياسي والإعلامي الجزائري. يعد القاضي أحد مؤسسي منبر إعلامي مستقل " Maghreb Emergent"، الذي إحتفل بدوره بعيد ميلاده ال15.
خلال فترة سجنه، واجه إحسان القاضي الكثير من التحديات ولكنها كانت تجربة غنية على المستوى الشخصي والمهني. وبينما تدهورت الحريات بشكل غير متوقع في الجزائر، استمر في مقاومة التضييق عبر دعم قضايا حقوق الإنسان والإعلام المستقل. وعبر في هذا الحوار الخاص بمناسبة مرور عام على مغادرته السجن، عن صدمته الكبيرة من التراجع الواضح في مكاسب الحريات التي تحققت في أكتوبر 1988 في الجزائر، مؤكداً أن "هذا التراجع ليس ظرفياً فحسب، بل يمثل مؤشراً على تحول عميق في المشهد السياسي والحقوقي للبلاد"، رغم أمله في أن يتم تصحيح المسار مستقبلاً.
أنا الآن أعيش حالة "نصف مواطن"
خلال فترة سجنه، "ظل على اطلاع بالمستجدات من خلال المحامين والتواصل المحدود مع الخارج، حيث لاحظ تفاقم الأزمة بشكل أعمق مما كان يتوقع" يضيف إحسان القاضي. لكنه استثمر هذه الفترة في تقوية روابطه الأسرية، مستفيداً من "دعم العائلة والأصدقاء" وقال بالمناسبة، أن "حصول ابنته على شهادة دكتوراه في الاقتصاد كان له أبعادا إيجابية عليه شخصياً وروحياً".
بالرغم من الأزمة التي تعصف بحرية الصحافة وحقوق التعبير في الجزائر، نال القاضي الذين جائزة دولية من مؤسسة Leipzig Spark Foundation تقديراً لدوره الريادي في الدفاع عن حرية الصحافة رغم التحديات.
أما عن مشروعه الإعلامي مع "Maghreb Emergent"، فأكد إحسان أنها تجربة مستمرة رغم تغيرات وتحولات عديدة، ونجحت في بناء منصة إعلامية اقتصادية مرموقة في المنطقة المغاربية، رغم الصعوبات الاقتصادية والتقنية التي تعانيها الجزائر.
وفي حديثه عن الأوضاع الحقوقية، أشار القاضي إلى المحنة التي تمر بها حركة حقوق الإنسان في الجزائر، مشيرا لمنعه من المساهمة في تأسيس منظمة مستقلة تهتم بالشأن الحقوقي مثلما منع من تأسيس منظمة تدافع عن ناشري الصحافة الالكترونية... ماجعله يلخصه وضعيته ب"النصف مواطن".
مشاريع مستقبلية رغم الصعوبات
من الناحية المهنية، كشف إحسان عن تحديات كبيرة تواجهها الصحافة الجزائرية، منها التمويل الحكومي والمحضورات الأمنية التي تعيق حرية العمل الإعلامي. وانتقد بشدة تأخر البنية التحتية الرقمية وغياب نموذج اقتصادي مستدام يمكّن الصحافة من الاستقلالية.
ووجه نقداً لاذعاً للنظام الجزائري الذي يتعامل بأدوات القمع و"البارانويا " التي أصابت السلطلة إتجاه كل صوت تحرري أو معارض، معتبراً أن هذه السياسة تزيد من تفاقم الأزمات وتعزز حالة الاستبداد.
وفي ختام حديثه، عبّر إحسان القاضي عن عزمه مواصلة العمل الصحفي والدفاع عن الحريات رغم التهديدات، مؤكداً أنه يرى في الصحافة أداة أساسية للتغيير، وأن بناء منابر إعلامية مستقلة ورصينة هو السبيل لبناء مستقبل أفضل للجزائر.