سجلت السلطات التونسية دخول مليون وثلاثمائة وخمسين ألف سائح جزائري منذ بداية موسم الاصطياف وحتى العاشر من جويلية الجاري، بحسب ما أكده فؤاد الواد، مسؤول الديوان الوطني للسياحة التونسية بالجزائر. هذا الرقم يعكس استمرار جاذبية الوجهة التونسية للجزائريين رغم الشكاوى المتصاعدة من غلاء أسعار الإقامة الفندقية.
لكن في صيف 2025، بلغت أسعار الليلة الواحدة في فنادق أربع نجوم مستويات غير مسبوقة.
فمثلاً، فندق ألباتروس حمامات مثلاً، أصبح يعرض الغرفة المزدوجة بـ128 ألف دينار جزائري والثلاثية بـ152 ألف دينار، بينما تصل إقامة الطفل ما بين 88 و92 ألف دينار، والرضيع بـ18 ألف دينار.
أما فندق كونكورد ماركو بولو حمامات، فقد حدد سعر الليلة المزدوجة بـ129 ألف دينار والثلاثية بـ151 ألف دينار.
في حين يفرض فندق خيبوس نابل سعراً يقارب 125 ألف دينار للغرفة المزدوجة و146 ألف دينار للغرفة الثلاثية.
كما أن قراءة في جداول الأسعار الخاصة بصيف 2025 توضح أن كلفة الإقامة الفندقية في تونس قد شهدت زيادات معتبرة مقارنة بالسنوات الماضية.
فعلى سبيل المثال، تصل كلفة الإقامة في غرفة ثلاثية بفندق غولف ريزيدونس 4* في سوسة إلى 152 ألف دينار جزائري لليلة الواحدة، بينما تتراوح أسعار الغرف المزدوجة في فنادق من فئة 4 نجوم بين 125 ألف و150 ألف دينار جزائري.
أما الأطفال من 6 إلى 12 سنة فيدفع أولياؤهم ما يقارب 92 ألف إلى 105 ألف دينار جزائري، في حين تُحتسب إقامة الرضّع (أقل من سنتين) بـ 18 ألف دينار جزائري.
هذه الأرقام تعني أن عائلة جزائرية صغيرة قد تدفع أكثر من 400 ألف دينار مقابل ثلاث ليال فقط، وهو مبلغ يساوي راتب عدة أشهر للطبقة المتوسطة في الجزائر.
وتكشف المقارنة مع صيف 2024 عن قفزة لافتة في الأسعار.
ففي العام الماضي تراوح متوسط سعر الغرفة المزدوجة بين 30 و40 ألف دينار، بينما ارتفع هذا الصيف إلى 125 حتى 150 ألف دينار.
بمعنى أن الزيادة تضاعفت بين ثلاث وأربع مرات في ظرف سنة واحدة فقط.
مقارنة وتضخم
وفق بيانات كايَاك، بلغ متوسط سعر الغرفة المزدوجة في تونس عام 2024 في ذروة الموسم الصيفي نحو 238 دولارًا أمريكيًا (ما يُعادل حوالي 33–34 ألف دينار جزائري تقريبًا حسب سعر الصرف وقتها).
أما متوسط 4‑نجوم فكان حوالي 123 دولارًا، و5‑نجوم نحو 266 دولارًا.
ورغم تأكيد مسؤولي السياحة التونسيين أن الأسعار يتم ضبطها منذ شهر أفريل من كل سنة، وأن عدداً من الفنادق أطلق عروضاً ترويجية، إلا أن هذه الزيادات تبدو غير متناسبة مع معدل التضخم في تونس الذي تراجع إلى 5.4 بالمائة في جوان الماضي.
الجزائر تعد أكبر سوق سياحية لتونس، إذ بلغ عدد الجزائريين الذين زاروا تونس العام الماضي حوالي 3.5 مليون، بزيادة فاقت 15 بالمائة مقارنة بعام 2023.
لكن استمرار هذا النسق من ارتفاع الأسعار قد يدفع شريحة واسعة من العائلات الجزائرية إلى البحث عن وجهات بديلة أرخص مثل تركيا أو المغرب.