في تصعيد جديد للتوتر بين باريس والجزائر، عبّرت فرنسا عن “أسفها العميق” إثر الحكم بالسجن سبع سنوات على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، في قضية لم تكن معلنة سابقاً، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية نُشر بعد كشف القضية من قبل منظمة “مراسلون بلا حدود” ومجموعة “سو بريس” التي يعمل معها غليز.
وأكد محامي الصحافي، صالح إبراهيم، لوكالة فرانس برس أن موكله قدّم استئنافًا رسميًا ضد الحكم يوم الاثنين، مشيرًا إلى أن إعادة المحاكمة لن تتم قبل الدورة الجنائية المقبلة المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وأضاف إبراهيم أنه زار غليز في السجن واطّلع على وضعه.
وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أنها تتابع وضع غليز عن كثب منذ توقيفه في الجزائر في ماي 2024، مشددة على أنها وفّرت له الدعم والحماية القنصلية طوال فترة محاكمته، ولا تزال على تواصل دائم معه ومع عائلته ومحاميه.
وكان غليز، وهو صحافي مستقل متخصص في تغطية كرة القدم ومشارك في تأليف كتاب عن “العبودية الحديثة” في كرة القدم الإفريقية، قد أوقف في 28 ماي خلال زيارة لإعداد تقرير صحافي.
وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، وُجّهت إليه تهم تشمل “الإشادة بالإرهاب” و”حيازة منشورات دعائية تضر بالمصلحة الوطنية”.
وتشير السلطات الجزائرية إلى أن غليز تواصل مع أحد قادة حركة “الماك” المطالبة بانفصال منطقة القبائل والمصنّفة كمنظمة إرهابية منذ عام 2021.
في المقابل، يؤكد داعمو غليز أن الاتصال كان لأغراض صحفية محضة، وأن أحد تلك الاتصالات فقط جرى بعد تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية.
وقال فرانك أنيس، مؤسس مجموعة “سو بريس”، إن غليز “صحافي نزيه لا يعمل بأي خلفية سياسية، كما تؤكد تحقيقاته ومقابلاته السابقة”، واصفًا الحكم بأنه “ظالم وغير متوقّع”.
وتأتي هذه القضية في سياق أزمة دبلوماسية متصاعدة بين الجزائر وفرنسا، بدأت صيف العام الماضي بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، ما أثار غضب الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو.
وقد أدّت التوترات إلى طرد متبادل لدبلوماسيين وتجميد التعاون في ملفات حساسة، أبرزها الهجرة والقضاء.
وفي سياق متصل، ينتظر الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الثلاثاء، صدور حكم الاستئناف في قضيته غداً ، بعدما حُكم عليه ابتدائيًا بالسجن خمس سنوات بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”.
وكان صنصال قد اعتُقل في نوفمبر 2024 على خلفية تصريحات في فرنسا زعم فيها أن الجزائر “ورثت أراضي مغربية” خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
وكان البلدان قد بدآ محادثات لتحسين العلاقات في ربيع هذا العام، قبل أن تعود الأزمة إلى الواجهة من جديد إثر هذه القضايا المتشابكة.