افتتحت الجزائر مشاركتها في كأس إفريقيا للأمم 2025 بفوز صريح على السودان (3-0)، فوز حمل رسائل كروية واضحة داخل المستطيل الأخضر، وصورًا رمزية قوية خارجه. في مدرجات الملعب مولاي حسن ، جلس أنصار الخضر وأسود الأطلس جنبًا إلى جنب، يناصرون الجزائر ويرددون هتافات «خاوة خاوة»، في مشهد أعاد للكان روحه الشعبية التي تتجاوز الحسابات الضيقة.
على أرضية الميدان، لم تحتج الجزائر إلى وقت طويل لتفرض نفسها. هدف مبكر، تحكم كامل في الإيقاع، واستغلال مثالي لهفوات المنافس. ثلاثية نظيفة أنهت أي نقاش حول أحقية النتيجة، ومنحت الخضر بداية مريحة بعد خيبات نسختين سابقتين.
المنتخب الجزائري دخل اللقاء بعقلية مختلفة: ضغط عالٍ، تداول هادئ للكرة، وفعالية أمام المرمى. رياض محرز قاد الأوركسترا بثنائية، مؤكّدًا أن الخبرة ما زالت كلمة السر في المواعيد الكبرى. في المقابل، بدا السودان محدود الحلول، وزادت وضعيته تعقيدًا بعد الطرد، ما جعل المباراة تسير في اتجاه واحد.
في الشوط الثاني، لعبت الجزائر بلا استعجال، وكأنها تختبر عمقها الفني والبشري. الهدف الثالث لم يكن مجرد إضافة رقمية، بل مؤشر على أن دكة البدلاء قادرة على صنع الفارق، وأن الفريق لا يعيش على أسماء بعينها فقط.
خارج المستطيل الأخضر، خطف الجمهور الأضواء. المدرجات تحولت إلى مساحة أخوّة صريحة بين جماهير جزائرية ومغربية، رسائلها أوضح من أي بيان رسمي: كرة القدم قادرة على كسر التوتر، ولو مؤقتًا، وإعادة التذكير بأن ما يجمع الشعوب أقوى مما يفرقها.
في باقي مواجهات المجموعة، قلب بوركينا فاسو الطاولة على غينيا الاستوائية، ما يجعل الحسابات مفتوحة منذ الجولة الأولى. الجزائر تتصدر بفارق الأهداف، لكنها تدرك أن البداية المثالية لا تعني شيئًا إن لم تُترجم بالاستمرارية.
فوز مقنع، صورة جماهيرية إيجابية، لكن الاختبار الحقيقي لم يأت بعد. مواجهة بوركينا فاسو ستكون أول مقياس جدي لطموح الخضر، بعيدًا عن نشوة الانطلاقة وسحر المدرجات.
