تشهد أسعار السيارات الصينية في مدينة شنغهاي تنافسًا حادًا بين المصانع، حيث تُعرض عدة طرازات موجهة للتصدير بأسعار تتراوح بين 9,000 و9,600 دولار أمريكي بنظام FOB (Free On Board)، أي أن السعر يشمل السيارة فقط وهي جاهزة في ميناء الشحن دون احتساب النقل أو التأمين، وتشمل هذه الطرازات سيارات سياحية معروفة تُصنَّع داخل الصين مثل تويوتا كورولا، فولكسفاغن T-Cross، تويوتا Tacqua وWEY VS7.
وفي هذا السياق، تواصلت منصة “Maghreb Emergent “ مع أحد ممثلي الشركات الصينية، وهو وكيل معتمد للبيع والتصدير، الذي أوضح أن هذه الأسعار تخص سيارات ذات سعة محرك (Engine Capacity) صغيرة إلى متوسطة، حيث تؤدي زيادة سعة المحرك، المقاسة بالسنتيمتر المكعب، إلى رفع الرسوم الجمركية وبالتالي السعر النهائي في الجزائر.
وأضاف المصدر أن بعض الفئات، خصوصًا السيارات الكهربائية، قد تستفيد من تسهيلات ضريبية (Tax Incentives) مقارنة بالسيارات الحرارية، ما قد يقلل نسبيًا من كلفة استيرادها مستقبلاً.
وبمجرد مغادرة السيارة ميناء شنغهاي، تُضاف تكاليف الشحن البحري (Sea Freight) التي تُقدَّر في المتوسط بنحو 2,500 دولار أمريكي للسيارة الواحدة، وتشمل النقل والتأمين الأساسي، ما يرفع القيمة إلى سعر CIF (Cost, Insurance and Freight)، وهو السعر الذي يجمع تكلفة السيارة والتأمين والشحن حتى ميناء الوصول، ويُعد الأساس الذي تعتمد عليه الجمارك الجزائرية في احتساب الرسوم.
عند دخول السيارة إلى الجزائر، تبدأ مرحلة الرسوم الجبائية، حيث تُفرض رسوم جمركية (Customs Duty) بنسبة 15% من قيمة CIF، وهي ضريبة تفرضها الدولة على السلع المستوردة، ثم تُضاف ضريبة القيمة المضافة VAT (Value Added Tax) بنسبة 19%، وهي ضريبة غير مباشرة تُفرض على الاستهلاك وتُحتسب على مجموع قيمة السيارة مع الرسوم الجمركية، إلى جانب رسوم إضافية (Additional Fees) تُقدَّر بنحو 1% وتشمل تكاليف إدارية وتقنية مرتبطة بملف الاستيراد.
وبحسب هذه المعادلة، ترتفع الكلفة الإجمالية للسيارة الواحدة إلى ما بين 16,000 و16,700 دولار أمريكي قبل تسويقها محليًا، دون احتساب هوامش الربح التجارية أو تكاليف التخزين والتوزيع داخل الجزائر.
وعند تحويل هذه الكلفة إلى العملة المحلية، يظهر أثر سعر الصرف (Exchange Rate) بشكل مباشر، فاعتماد السعر الرسمي (Official Exchange Rate) المقدَّر بحوالي 130 دينارًا للدولار يضع السعر في حدود 2.06 إلى 2.16 مليون دينار جزائري، بينما يؤدي اعتماد سعر الصرف الموازي (Parallel Market Rate) المتداول عند نحو 245 دينارًا للدولار إلى رفع الكلفة إلى ما بين 3.9 و4.08 مليون دينار جزائري للسيارة الواحدة.
ورغم هذا المستوى السعري المرتفع، تسجل السوق الجزائرية إقبالًا متزايدًا من الجزائريين مؤخرًا على السيارات الصينية، في ظل ندرة العرض من العلامات الأوروبية، وارتفاع أسعار السيارات المستعملة، واعتبار السيارات الصينية خيارًا أقل تكلفة نسبيًا من حيث الشراء والصيانة.
السعر التنافسي للسيارات الصينية في شنغهاي لا يعكس واقع كلفتها في الجزائر، إذ تؤدي تكاليف الشحن، الرسوم الجمركية، الضرائب، وسعر الصرف إلى تضاعف السعر أكثر من مرتين، لتتحول سيارة بسعر 9,000 دولار عند التصدير إلى منتج يتجاوز 4 ملايين دينار جزائري عند وصوله إلى السوق المحلية.
