توقع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، هيثم الغيص، اليوم الخميس، ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة الأولية ب23 بالمائة في آفاق 2050.
الاستهلاك العالمي سيصل إلى 123 مليون برميل يوميا
وأوضح السيد الغيص، في محاضرة نظمت بالكويت بعنوان "مستقبل أسواق الطاقة ودور أوبك والدول المنتجة للبترول"، ان توقعات "أوبك" توضح أن العالم يشهد نموا في الطلب العالمي على الطاقة، لا سيما لدى الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "التي ستشهد زيادة كبيرة في معدل الطلب"، مشيرا إلى أن استهلاك البترول في العالم سيصل إلى حدود 123 مليون برميل يوميا بحلول عام 2050.
وأكد أن منظمة "أوبك" تقوم بعمل "مهم وشاق" لضمان مستقبل للطاقة أكثر استقرارا عالميا، لافتا إلى أن الأمر يتطلب تعاونا وتفاهما دوليا مستمرا.
الطاقة المتجددة مكملة وليست بديلا للنفط
وفي سياق متصل، أبرز المتحدث أن الطاقة المتجددة تمثل عنصرا مكملا لدور النفط وليس بديلا عنه، مشيرا إلى أنها تشكل في مزيج الطاقة العالمي حاليا نسبة تتراوح بين 3 بالمائة إلى 4 بالمائة فقط، بينما يشكل الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز 80 بالمائة من مزيج الطاقة العالمي.
كما لفت إلى أن "أوبك" تقوم حاليا ب"حملة إعلامية موسعة" لمواجهة "حملات التضليل الإعلامي" المناهضة للوقود الأحفوري وتوضيح دور النفط الاستراتيجي وأهميته، مشددا على أن البترول هو محرك الاقتصاد العالمي.
وأكد أن مواجهة مشكلات التغير المناخي وارتفاع درجة الحرارة والمشكلات البيئية لا تحل بالتخلي عن النفط كمصدر للطاقة، بل باتخاذ حلول أخرى عبر الاستثمار في التكنولوجيا اللازمة للتخلص من الانبعاثات الكربونية.
زيادات أوبيك على المدى القصير
وعرف إنتاج أوبك في أكتوبر 2025 ، زيادة بحوالي 30,000 برميل يوميًا، بعد اتفاق أوبك+ على رفع الإنتاج، لكن بوتيرة أبطأ مقارنة بالشهور السابقة، حيث بلغ إجمالي الإنتاج حوالي 28 مليون برميل يوميًا مع مساهمة كبيرة من السعودية والعراق.
أوبك+ أعلنت زيادة إنتاج قدرها 137,000 برميل يوميًا تبدأ في ديسمبر 2025، مع رفع السعودية لإنتاجها إلى 10.1 مليون برميل يوميًا، وروسيا إلى 9.6 مليون برميل يوميًا، إلى جانب زيادات معتدلة من العراق، الإمارات، والكويت. كما قرر التحالف إيقاف زيادات الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2026 بسبب عوامل موسمية.
من ناحية الطلب، أوبك تحافظ على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 عند 1.3 مليون برميل يوميًا، وترفع توقعات الطلب لعام 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا مستفيدة من التفاؤل الاقتصادي والنشاطات الاقتصادية القوية، خصوصًا في أمريكا وآسيا.
أوبك تشير إلى أن المخاوف من فائض المعروض في السوق تدفعها للتحكم التدريجي في زيادة الإنتاج، مع ضغط استمرار الطلب القوي على النفط العالمي.
