سجّل مؤشر أسعار الغذاء العالمي الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي، ليبلغ 128 نقطة في جويلية ، مدفوعاً بزيادة أسعار اللحوم والزيوت ومنتجات الألبان، رغم تراجع أسعار الحبوب والسكر.
ووفق التقرير، يعكس هذا الارتفاع استمرار الضغوط التضخمية على الأسواق العالمية، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد.
ورغم توقعات الفاو بوصول الإنتاج العالمي من الحبوب إلى مستوى قياسي يبلغ 2.925 مليار طن في 2025، بزيادة تقارب 14 مليون طن عن تقديرات جوان الماضي، لم تتراجع الأسعار بالشكل المتوقع.
وسجّل مؤشر أسعار الحبوب 107.4 نقطة في جوان ، منخفضاً بنسبة 1.5% عن ماي، إلا أن بعض الأصناف مثل القمح شهدت ارتفاعاً طفيفاً، متأثرة بالطقس غير المستقر في روسيا وأوروبا وأميركا.
وواجهت دول مستوردة مثل مصر والمغرب وتونس صعوبات في الاستفادة من وفرة الإنتاج، بسبب استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة. في المقابل، انخفضت أسعار الذرة للشهر الثاني على التوالي، مدفوعة بزيادة الإمدادات من البرازيل والأرجنتين.
وارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 2.3%، نتيجة صعود أسعار زيت النخيل والصويا والكانولا، مدفوعة بزيادة استخدام الزيوت في إنتاج الوقود الحيوي في أميركا والبرازيل، مما قلّص الكميات المخصصة للاستهلاك الغذائي.
كما قفز مؤشر اللحوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 126 نقطة، في ظل زيادة أسعار اللحوم الحمراء، نتيجة تراجع صادرات البرازيل وارتفاع الطلب من أميركا.
بينما شهدت أسعار لحوم الدواجن انخفاضاً مؤقتاً في البرازيل بسبب قيود الإنفلونزا، قبل أن تبدأ بالتعافي أواخر الشهر.
وعلى عكس الاتجاه العام، تراجع مؤشر السكر بنسبة 5.2% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2021، مدفوعاً بتسارع الحصاد في البرازيل وتحسّن التوقعات في الهند وتايلاند.
في المقابل، ارتفعت أسعار الألبان بشكل طفيف بنسبة 0.5%، فيما ارتفعت أسعار الزبدة بنسبة 2.8% إلى مستوى قياسي، نتيجة تراجع الإنتاج في نيوزيلندا وأوروبا بسبب قيود بيئية وأثر فيروس البلوتانغ.
وتبقى تأثيرات هذه التطورات محدودة على المستهلك العربي، نظراً للاعتماد الكبير على الاستيراد، تقلبات أسعار الشحن، وضعف العملات المحلية في بعض الدول، ما يواصل فرض ضغوط إضافية على الأسواق المحلية.