أطلق الاتحاد الأوروبي برنامجًا جديدًا يمتد على مدى 24 شهرًا، يهدف إلى دعم الجزائر في إصلاح الإطار التنظيمي المتعلق بشهادات التصديق ووضع العلامات الخاصة بالزراعة البيولوجية.
ويأتي هذا البرنامج في سياق الشراكة الاقتصادية والتقنية المتنامية بين الجانبين، وفي إطار توجه مشترك نحو تبني نماذج إنتاج أكثر استدامة واحترامًا للبيئة، تماشياً مع التحديات المناخية والاقتصادية الراهنة.
يحمل المشروع عنوان “الأغروبزنس في الجزائر: الابتكار، المؤسسات الناشئة، والزراعة المستدامة”، ويُموّل بميزانية قدرها مليون يورو، موجهة لدعم التحول في القطاع الزراعي والصناعات الغذائية، عبر تعزيز الابتكار داخل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النشطة في الاقتصاد الأخضر والدائري والرقمي.
ويهدف المشروع بشكل مباشر إلى المساهمة في خلق فرص عمل جديدة في هذه القطاعات، من خلال تطوير بيئة تنظيمية مشجعة ومحفزة.
وفي إطار تنفيذ هذا البرنامج، أعلنت المفوضية الأوروبية عن فتح دعوة لتقديم مقترحات توأمة، موجهة فقط إلى الإدارات والهيئات العمومية التابعة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، من أجل مرافقة الجزائر تقنيًا ومؤسساتيًا في هذا المسار الإصلاحي.
ومن المقرر الإعلان عن نتائج هذه الدعوة خلال شهر أكتوبر المقبل.
يرتكز البرنامج على دعم قدرات الهيئات الجزائرية المعنية بإصدار شهادات الزراعة البيولوجية، على المستويين الوطني واللامركزي، بما في ذلك اللجنة الوطنية واللجان الفرعية، وذلك لتأهيلها لمرافقة المنتجين الراغبين في الحصول على هذه الشهادة.
كما يشمل البرنامج وضع معايير دقيقة للتمييز بين المنتجات ذات الجودة العالية وتلك العادية، إلى جانب دعم جهود التوعية والتواصل لرفع الوعي المجتمعي بأهمية المنتجات البيولوجية المعتمدة، ما يسهم في خلق طلب حقيقي عليها داخل السوق.
ومن بين النتائج المنتظرة، إعداد دفاتر شروط خاصة بخمسة منتجات زراعية جزائرية، ومرافقتها حتى حصولها على شهادة الزراعة البيولوجية المعترف بها وفقًا للمعايير الأوروبية.
وبهذا، يسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذه المبادرة إلى دعم تطوير منظومة زراعية جزائرية ذكية، متكيفة مع التغير المناخي، وقادرة على المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة وخلق القيمة المضافة داخل الاقتصاد الوطني.