B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

الاكتفاء الذاتي من الحبوب في الجزائر: الطموح الرسمي وواقع الأرقام

Par محمد ايوانوغان
25 أكتوبر 2025

يكثف المسؤولون الجزائريون التصريحات حول تحقيق الاكتفاء الذاتي في الحبوب، لكن الأرقام المتوفرة تعكس فجوة دائمة بين الخطاب الرسمي والواقع.

2026، سنة صفر واردات الحبوب؟

جدد وزير الفلاحة، ياسين مهدي وليد، أول أمس، في جلسة الأسئلة الشفوية أمام البرلمان، التذكير باستراتيجية قطاعه للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وحماية الأمن الغذائي عبر توسيع المساحات المزروعة والمغروسة وتطوير وعصرنة وتثمين الشعب الإستراتيجية

وفيما يتعلق بشعبة الحبوب، أشار الوزير إلى الجهود المبذولة لتعزيز مرافق التخزين وتقريبها من مناطق إنتاج الحبوب مع خفض تكاليف النقل على الفلاحين لدى استلامهم للمدخلات، مذكرا بمشروع إنجاز 30 صومعة استراتيجية بسعة 100.000 طن الى جانب الشروع في إنجاز 350 مركز جواري لتجميع الحبوب بسعة 000 5 طن لكل مركز، حيث تم الانتهاء من أشغال إنجاز 232 مركزا جواريا.

الديوان المهني المشترك للحبوب (OAIC) اشترى ما يقارب 600 ألف طن من القمح اللين في مناقصة دولية أُغلقت يوم الثلاثاء 23 سبتمبر، حسب عدة متعاملين أوروبيين، حسبما نقلته وكالة الأنباء رويترز.

الرفع من قدرات التخزين لتوقيف الاستبراد

وذكر المتعاملون، الذين لديهم خبرة واسعة في هذا السوق المتقلب، أن الكمية الأولية المطلوبة تراوحت بين 500 ألف و690 ألف طن. وهذا الحجم يوافق المعتاد من طلبات OAIC، التي تعلن عادة عن كميات منخفضة قبل إجراء عمليات شراء كبيرة لتأمين احتياجاتها.

وأوضح خبراء أن هذا الأسلوب التفاوضي الجزائري يهدف إلى الحفاظ على هامش للمناورة في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية

لكن مصادر أخرى، على رأسها تقرير كتابة الدولة الأمريكية للزراعة الصادر شهر مارس الماضي، تعتبر خطة الحكومة الجزائرية، قائمة على تضخيم وارداتها لرفع احتياطاتها من القمح، ومن ثمة ضمان اكتفائها الذاتي، ليس بالاعتماد على الإنتاج الوطني، بل بالاعتماد على الكميات المخزنة.

منظمة التغذية العالمية FAO: «اعتماد هيكلي على الاستيراد"

تقدر منظمة الأغذية والزراعة الأممية (FAO) في آخر نشرة لها إنتاج القمح المحلي الجزائري في 2024 و2025 « بين 3 و3,5 ملايين طن سنوياً ». أما الاستيراد، فتقول المنظمة أن الجزائر تستورد بين 8,5 و8,7 ملايين طن سنوياً من كافة أنواع القمح، محافظةً بذلك على المرتبة الخامسة بين أكبر المستوردين عالميا. ويعلق خبراء الفاو: « هدف عدم استيراد القمح الصلب في 2026 صعب التحقيق في ظل الإنتاجية الحالية ».

تقرير كتابة الدولة الأمريكية للزراعة: مخزون استراتيجي قائم على الاستيراد

يقول تقرير "Grain and Feed Annual – Algeria 2025" التابع لكتابة الدولة الأمريكية للزراعة USDA الصادر في 24 مارس الماضي «إنتاج الجزائر من القمح يبقى مستقراً حول 3 ملايين طن سنوياً، رغم الاستثمارات الضخمة والدعم الحكومي». أما عن الاستيراد، يتوقع التقرير أن تستورد الجزائر بين 9 و9,2 ملايين طن من القمح خلال 2024-2025، مع تراجع دور فرنسا وزيادة حصص روسيا وأوكرانيا.​

ويتوقع التقرير أن تبقى واردات الجزائر من القمح بين 8 و9 ملايين طن سنوياً على الأقل حتى 2027. ويتوقف تحقيق السيادة الغذائية إذن ليس فقط على حجم الحصاد، بل كذلك على تحسين الشفافية وإعادة هيكلة القطاع الزراعي لرفع الإنتاجية وتخفيض الاعتماد على الخارج.