أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني أقر مبدئيًا مشروع قرار يقضي بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي.
وأفادت وكالة رويترز بأن هذا القرار مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني .
وفي هذا السياق، أكد النائب إسماعيل كوثري، قائد سابق في الحرس الثوري، أن إغلاق المضيق «مطروح وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر» .
ويعدّ قرار إغلاق المضيق غير نهائي إلى حين تصديق أعلى هيئة أمنية إيرانية عليه.
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وتركيبته
المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران هو الهيئة العليا المسؤولة عن وضع سياسات الأمن القومي والدفاع عن مصالح البلاد وسيادتها .
ويترأس المجلس رئيس الجمهورية، ويضم في عضويته كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين في الدولة.
فضلاً عن رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، يشارك في المجلس وزراء مهمون (خاصة الخارجية والداخلية والاستخبارات) ورئيس هيئة أركان القوات المسلحة وشخصيات يعينها المرشد الأعلى، إلى جانب قادة الجيش والحرس الثوري .
وهذا يعني أن أي قرار استراتيجي كإغلاق مضيق هرمز يحتاج إلى موافقة هذا المجلس كخطوة أساسية للتنفيذ.
أهمية مضيق هرمز عالميًا
يعتبر مضيق هرمز ممرًا بحريًا حيويًا يربط الخليج العربي ببحر عمان والمحيط الهندي.
ويمر عبره الجزء الأكبر من صادرات النفط لدول الخليج الرئيسية كالسعودية والإمارات والعراق والكويت .
وتشير تقديرات «رويترز» إلى أن نحو 20% من استهلاك النفط العالمي اليومي (أي ما يقارب 18 مليون برميل) يعبر عبر هذا المضيق الضيق .
ولهذا فإن أي عرقلة لحركة الملاحة فيه تؤدي فورًا إلى صدمات في أسواق الطاقة العالمية وارتفاع أسعار النفط، لما للمضيق من دور محوري في تلبية حاجة الاقتصاد العالمي من الطاقة.
ردود الفعل والمخاوف الدولية المحتملة
لم يصدر حتى الآن بيان رسمي من دول أجنبية أو منظمات دولية بشأن خطوة إغلاق المضيق، لكنّ المحللين يعتقدون أنها ستثير مخاوف واسعة.
ففي حال تمت موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي على الإغلاق، من المتوقع أن تندد واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي ودول المستهلكة الكبيرة للنفط بهذه الخطوة، محذرة من تداعياتها على أسواق الطاقة العالمية.
كما ستعبّر دول الخليج المنتجة للنفط، التي تتضرر مباشرة من تقليص قدراتها على التصدير، عن انزعاجها، لا سيما أن أمن الملاحة في مضيق هرمز يضمن لها استفادة مشتركة من صادراتها.
وفي ظل هذه الأهمية الاقتصادية، يراقب المجتمع الدولي هذه التطورات عن كثب، وسط تحذيرات بأن أي تصعيد في المنطقة قد يؤجج التوترات الإقليمية ويؤثر سلباً على أمن واستقرار أسواق النفط والغاز العالمية .
