التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، اليوم، توقيع عقوبة خمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 100 مليون سنتيم في حق الصحفي سعد بوعقبة، في القضية المتعلقة بتصريحاته حول الرئيس الراحل أحمد بن بلة.
وخلال جلسة المحاكمة المتواصلة لغاية اللحظة ، خاطب المتهم القاضية مؤكدا استحالة إساءته لبن بلة، مذكّرا بموقف شخصي جمعه بالرئيس الراحل حين قال له إنه كصحفي تعهّد بالدفاع عن هواري بومدين ضد أي إساءة، مستثنيا بن بلة باعتباره، حسب تعبيره، صاحب الحق في قول ما يشاء عن بومدين تعويضا عن سنوات سجنه الخمس عشرة.
وفي مرافعته، توجه المحامي مشري بشير إلى موكله سعد بوعقبة بلهجة حادة، قائلا إن موكله “ممنوع من الكتابة، ممنوع من السفر، وممنوع من الكلام”، مضيفا: “إذا لم يُفرج عنك اليوم فانتحر”، في تعبير اعتبره احتجاجا على ما وصفه بالتضييق المتواصل على الصحفي.
من جهته، أكد المحامي عبد الله هبول أن دستور 2020 حدد رموز الدولة في الراية الوطنية والنشيد الرسمي، مشدّدا على أن موكله صحفي مارس حقه في التعبير، وأن التاريخ ليس ملكا لأحد بل ملك للمجموعة الوطنية، ليختتم مرافعته بالتماس البراءة لصالح سعد بوعقبة.
بدوره، أوضح محامٍ آخر من هيئة الدفاع أن بوعقبة لم يخترع الوقائع محل المتابعة ولم يأت بمعلومات جديدة، بل نقل مضمون كتاب متداول لدى الجميع، مذكّرا بأن الرئيس الراحل أحمد بن بلة نفسه تحدث عن الواقعة ذاتها في برنامج بثته قناة الجزيرة، قبل أن يؤكد أن المتابعة كان ينبغي أن تطال مؤلف الكتاب لا الصحفي الذي اكتفى بنقل معلومات منشورة، مطالبا ببراءة موكله الذي بدأ مسيرته الصحفية منذ أواخر الستينات.