فعلياً لم تعمد السلطات الجزائرية إلى قطع خدمات الإنترنت تزامنًا مع انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2025، للمرة الأولى منذ عام 2016.
فباستثناء تعطيل عمل شبكات التواصل الإجتماعي وخفض جزئي لتدفق الإنترنت، استطاع عدد من الجزائريين الولوج لخدمة الإنترنت.
واستفاق عدد من الجزائريين اليوم الأحد على "مفاجأة جميلة"، باستمرار خدمة الإنترنت بمجرّد بدء امتحانات البكالوريا، خلافًا لما كان يحدث في السنوات السابقة.
في حين اشتكى البعض الاخر من عدم إمكانية الحصول على الإنترنت وتعطله لغاية منتصف النهار.
. كما تداول مغردون ومنصات تقنية معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي تأكيدات بأن الاتصال ظل طبيعيًا في فترة من الامتحان، على عكس الدورات الماضية التي شهد فيها المستخدمون “العزلة التامة” عن العالم الرقمي إثر انقطاع الشبكة فيما استكى البعض الاخر من غياب الإنترنت.
ورحّب ناشطون ومستخدمون بهذا التطور، مؤكدين أنه أنهى ما وصفوه بـ«العقاب الجماعي» الذي كان يطال ملايين المواطنين ويسبّب خسائر اقتصادية وتعطيلًا للخدمات في القطاعات التعليمية والتجارية والمالية، فيما عبر البعض الاخر عن تذمره الشديد.
خلفية قطع الإنترنت خلال الامتحانات
يعود استعمال سياسة قطع الإنترنت أثناء الامتحانات إلى ماي 2015، حيث شهدت البلاد فضيحة تسريب أسئلة إحدى المسابقات .
ومنذ 2016 أصبحت الحكومة تقطع الشبكة إلكترونية دوريا في أيام امتحان شهادة التعليم المتوسط والشهادة الثانوية (البكالوريا) بهدف منع الغش.
وقد أثار هذا الإجراء انتقادات محلية ووطنية.
واعتبر كثيرون أن حجب الإنترنت “عقابٌ جماعي” يطال الجميع بسبب التسبّب في تعطيل الخدمات الإلكترونية والتعليم عن بُعد والأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى تكبد شركات القطاع الرقمي خسائر مالية جسيمة .
ورغم وعود متكرّرة بدراسة بدائل تقنية، فقد استمر التقيد بالقطع كل عام حتى 2024.
تصريحات رسمية وتنظيم الامتحانات
في المقابل، أكّد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أن امتحان شهادة التعليم المتوسط (البيام) 2025 جرى في ظروف «جيدة جدًا»، وأن "الوزارة تشتغل لإيجاد حلول بديلة عن قطع الانترنت في ظل شكاوى المتعاملين الاقتصاديين وذلك من دون أن يؤثر ذلك على سير الامتحانات أو نزاهتها".
كما نوّه بأن امتحانات شهادة البكالوريا 2025 التي انطلقت اليوم الأحد 15 جوان، وقد أُعدّ لها لوجيستيًا 2964 مركز امتحان على مستوى الوطن، ليؤديها 878857 مترشحًا (منهم نحو 330 ألف مترشح حر) .
وأوضح المصدر أنّ شركات الاتصالات وبقية المتعاملين «تسهر على مرافقة سير الامتحانات» عبر استخدام آليات تقنية لرصد أي محاولات غش إلكتروني.
وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد تدخل عام 2022 بوعد بعدم قطع الإنترنت خلال الامتحانات مستقبلاً، واقتراح تزويد مراكز الامتحان بوسائل تقنية حديثة لمنع الغش ، غير أن ذلك لم يطبّق عمليًا في الأعوام التالية حتى قرار هذا العام، أين لم يتم قطع الانترنت في امتحان "البيام" وجزئياً في امتحان شهادة البكالوريا".