عصر المستهلك الصامت في الجزائر يوشك على الانتهاء. مع إطلاق منصات “شكي”، “كاينو راتينغ” و”لايوس”، أصبح لدى الجزائريين اليوم أدوات غير مسبوقة للإبلاغ والتقييم، وخاصة ليُسمع صوتهم، دون أوراق ودون تنقلات عقيمة، ودون خوف من أن تُدفن شكاواهم في الأدراج.
المنصة الأولى، والتي تحمل اسم “شكي” ببساطة (من اللهجة الجزائرية)، هي إشارة ضيق أو تعبير عن استياء المستهلك تجاه فئة من التجار أو مقدمي الخدمات. إنها أكثر من مجرد تنفيس، بل محاولة للبحث عن الكلمات المناسبة عندما تعجز المحفظة. نقرة واحدة، والشكوى مسجلة.
لكن الابتكار لا يكمن فقط في سهولة تقديم الشكوى، بل في انتظار رد فعل. هذا ما تعد به المنصة الثانية “يور أوبينيون”، فهي أكثر من مجرد منصة تقييم، إنها استعادة للسلطة.
أما المنصة الثالثة “يور راتينغ”، فهي تقييم مواطن، مقياس لجودة الخدمات. علامة سيئة واحدة تنتشر فوراً على سمعة الشركة. بالنسبة للفاعلين الكبار مثل اتصالات الجزائر وبريد الجزائر، المسجلين أصلاً في نظام الشكاوى، لم يعد الأمر مزاحاً بل تهديداً حقيقياً لصورتهم في أيدي الجمهور.
الشك المزدوج يشكل منعطفاً في السوق الجزائرية. حماية المستهلك لم تعد شعاراً، بل آلية عملية. يلخص مصطفى زبدي، صاحب هذه الرؤية، الطموح ببساطة: استخدام الاستياء لإعادة توزيع أفضل للسلطة بين المواطنين والفاعلين الاقتصاديين. بوضوح، المستهلك الجزائري لم يعد سلبياً. إنه يراقب ويقيّم ويُستمع إليه.