تصافحا وتبادلا الإبتسامة ، أمس، وزيرا خارجيتا الجزائر وإسباينا، بعد ثلاثة نسوات من الأزمة السياسية التي انعكست سلباً على الحركية الإقتصادية والتجارية بين البلدين المتوسطيين، إثر قرار الجزائر بتعليق العمل بمذكرة التعاون وحسن الجوار، رداً على إنقلاب حكومة سانشيز على موقفها من أزمة الصحراء الغربية.
وذكر بيان الخارجية الجزائرية بأن الوزيرين ناقشا إضافة إلى "التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، والصراع في الشرق الأوسط "، سبل الدفع بالعلاقات بين البلدين من خلال "تعزيز الثقة المتبادلة وتطوير التعاون".
وهو اللقاء الذي كان فصرة لتجديد ألباريس شكرهُ السلطات الجزائرية على مساهمتها "الفعالة" في تحرير المواطن الإسباني نافارو كانادا خواكيم، في جانفي الماضي، عقب اختطافه من جماعة "مسلحة اقتادته إلى شمال مالي".
وأكد الوزير الإسباني، بحسب المصدر ذاته، دعم مدريد لدور الجزائر في "تعزيز الاستقرار والدفع بالتنمية في منطقة الساحل الصحراوي".
وعلّقت صحيفة "ألبايس" الإسبانية ، بأن "إسبانيا والجزائر تطبعان العلاقات بعد سنوات من التوتر الثنائي...خلفت أزمة بدأت في مارس 2022، عندما تخلت الحكومة الإسبانية بشكل مفاجئ عن حيادها التقليدي في صراع الصحراء الغربية وانضمت إلى موقف المغرب.
وكانت الرسالة التي بعث بها الرئيس بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، والتي كشف عنها القصر الملكي المغربي، قد سمحت آنذاك بالمصالحة مع الرباط، ولكنها أطلقت العنان لأزمة غير مسبوقة مع الجزائر، حليفة جبهة البوليساريو".
وزير الداخلية إبراهيم مراد منتظر هذا الإثنين بمدريد :
وكشفت الصحيفة الإسبانية "ألبايس" أنه " من المقرر أن يقوم وزير الداخلية الجزائري، مراد إبراهيم، هذا الاثنين بزيارة رسمية إلى مدريد، حيث سيلتقي نظيره الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا. ويكشف التسلسل لهذا المناخ الجديد بعد التباعد الذي أضر بشكل خطير بالصادرات الإسبانية إلى الدولة المغاربية والتعاون في قضايا الهجرة".
ويعد لقاء وزير الخارجية الإسباني ، ألبارس مع نظيره أحمد عطاف في جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا)، على هامش الاجتماع الوزاري لدول مجموعة العشرين، اللقاء الأول من نوعه بينهما منذ اندلاع الأزمة. ولم يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء، على الرغم من أن الوزير الإسباني نفسه أعطى بعض الأدلة في حسابه على منصة "أكس" حول نقاش يخص العلاقات الثنائية.
وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية على حسابها الرسمي ، أن ألباريس شكر خلال اللقاء السلطات الجزائرية على "مساهمتها الفعالة" في إطلاق سراح المواطن الإسباني خواكين نافارو كانيادا، المختطف في البلاد يوم 14 جانفي الثاني الماضي، وأكد "دعم دور الجزائر في تعزيز الاستقرار وتعزيز التنمية في منطقة الساحل والصحراء".
وأضاف البيان أن الجانبين ناقشا أيضا كيفية "تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال تعزيز الثقة المتبادلة وتطوير التعاون الثنائي".
وكان من المقرر أن يلتقي ألباريس وأحمد عطاف، في فبراير من العام الماضي، حيث خطط الوزير الإسباني للسفر إلى الجزائر بهدف إبرام المصالحة. لكن الزيارة الرسمية تم تعليقها قبل ساعات قليلة من الإقلاع. ولم تقدم الخارجية الإسبانية أي تفاصيل، حول سبب إلغاء الزيارة في أخر لحظة ، ما عد التعليق بالقول أن الأمر يعود إلى "أسباب ذات أجندة جزائرية".
والأربعاء الماضي، وصف الرئيس عبد المجيد تبون إسبانيا بكونها "دولة صديقة" في تغريدة هنأ فيها الكاتب والروائي الجزائري ياسمينة خضرة ، على حصولها على جائزة "كازا ميديترانيو".
الإقتصاد الخسائر الأكبر بين البلدين
وخلال فترة الأزمة، سجلت الإقتصاد الجزائري، خسائر نسبية، أدت إلى إفلاس عدد من شركات الإستيراد، خاصة بغرب البلاد، التي كانت تعتمد على المواد الأولية الإسبانية في التصنيع وحركية التجارة، وهي نفس الخسائر التي سجلتها عدد من الشركات الإسبانية خاصة بإقليم أندلوسيا جنوب البلاد، التي كانت تسوق منتوجاتها الفلاحية والزراعية وغيرها تحديداً في الأسواق الجزائرية.
وشهدت العلاقات الإسبانية الجزائرية تقلبات عديدة في السنوات الأخيرة، تقلبات لم تشهدها سابقاً العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث استدعت الجزائر سفيرها في مدريد يوم 19 مارس 2022، بعد يوم واحد من نشر القصر الملكي المغربي الرسالة التي بعث بها الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، والتي وصف فيها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية بأنها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع" حول المستعمرة الإسبانية السابقة، للتخلى بذلك عن الحياد الذي حافظت عليه لمدة نصف قرن من الزمان.
وبعد فترة قصيرة، علّقت "ألبايس" الإسبانية، قامت الجزائر بحظر العلاقات التجارية من خلال قرار صادر عن البنك المركزي، أدى إلى انهيار الصادرات الإسبانية، التي انخفضت من 1.888 مليار يورو في عام 2021 إلى 356 مليون يورو فقط في عام 2023، قبل أن تعود للتعافي العام الماضي (584 مليون يورو من يناير إلى أكتوبر).
ب.سعيد