وجه رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد فيها تمسك الجبهة بالحل السياسي القائم على تقرير المصير ورفضها لأي تسويات تتجاوز قرارات الشرعية الدولية، وذلك تزامنًا مع إعلان مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن مساعٍ لإبرام اتفاق سلام بين الجزائر والمغرب خلال ستين يومًا.
مضمون المراسلة
الرسالة، التي جاءت قبيل اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء الغربية، شددت على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي لا يمكن أن يشكل أساسًا لحل دائم، معتبرة أن الحل الوحيد المقبول هو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وأكدت الجبهة استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة لاستئناف العملية السياسية المتوقفة منذ سنوات، على أساس الشرعية الدولية ومبدأ المساواة بين الطرفين، مشيرة إلى أن أي اتفاق سلام في المنطقة يجب ألا يتجاوز حقوق الشعب الصحراوي.
الرسالة في السياق الإقليمي
تأتي هذه المراسلة في وقت تتداول فيه أوساط دبلوماسية تصريحات مستشار ترامب حول مبادرة سلام مرتقبة بين الجزائر والمغرب، ما يضع ملف الصحراء الغربية مجددًا في قلب التوازنات الإقليمية.
وفي هذا السياق، ذكّر الرئيس الصحراوي بأن أي تطبيع أو مصالحة إقليمية لا يمكن أن تنجح دون معالجة “جذرية وعادلة” لقضية الصحراء الغربية، معتبرًا أن تجاهل هذه القضية أو محاولة تجاوزها “سيعيد إنتاج التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة المغاربية”.
تمسك بمبدأ تقرير المصير
الرسالة أعادت التأكيد على ثوابت البوليساريو في التمسك بقرارات مجلس الأمن (1754 و2756)، ودعت الأمم المتحدة إلى تحميل المغرب مسؤولية “عرقلة جهود السلام” واستمرار ما وصفته بـ”الاحتلال اللاشرعي” للأراضي الصحراوية.
وختم الرئيس الصحراوي رسالته بتأكيد انفتاح الجبهة على مفاوضات مباشرة مع المغرب دون شروط مسبقة، شريطة أن تقوم على مبدأ تقرير المصير، بما يضمن سلامًا دائمًا واستقرارًا إقليميًا حقيقيًا.
