قدر رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية، محمد بن سليمان الجاسر، تمويل البنك للمشاريع التنموية عبر فرعه "المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص" منذ إنشائها في سنة 1999، بأكثر من 575 مشروعا في 50 بلدا بقيمة إجمالية فاقت 5,7 مليار دولار شملت قطاعات محورية مثل الطاقة والتصنيع والزراعة، بينما رصد فرع "المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة" منذ انطلاقها سنة 2008 تمويلات تجاوزت 83 مليار دولار مع أهمية خاصة لدعم القطاع الخاص حيث خصصت للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة 2,1 مليار دولار في سنة 2024.
وكان مجلس الإدارة التنفيذية للبنك قد صادق أمس، في اليوم الأول من أشغاله السنوية الجارية في الجزائر إلى غاية الخميس 22 ماي، على مبلغ 1,32 مليار دولار، تهدف إلى "دعم النمو الشامل وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، وكذا توسيع الفرص الاقتصادية في الدول الأعضاء، عبر مشاريع تمس مجالات الصحة، البنى التحتية، الأمن الغذائي، التكوين المهني وتوفير المياه.
مشروع "طريق الحرير الجديد" الصيني
وبخصوص الجزائر، صادق البنك على غلاف مالي قدره ثلاثة مليار دولار لتمويل مشاريع على مدى ثلاث سنوات، أبرزها مشروع 6000 كلم من السكك الحديدية التي تهدف الجزائر من خلالها لربط قواعدها الاقتصادية ببعضها البعض، مثل خط السكة الحديدية نحو غارا جبيلات الذي ينتظر ربطه بميناء وهران مباشرة أو خط السكة الحديدية "تبسة- عنابة" أو "تمنراست – العاصمة"... ويدخل هذا المشروع في إطار مخطط "بيلت آند راود" أو "طريق الحرير" الذي يهدف إلى تحقيق الاندماج الاقتصادي بين آسيا وأوربا وإفريقيا، وإنضمت الجزائر إلى هذا المخطط سنة 2018. ا
من بين المشاريع التي تدخل ضمن تمويل البنك الإسلامي للتنمية كذلك، دعم ولوج المؤسسات الناشئة "ستارتاب" للتمويل الإسلامي، وإنشاء منصة للتجارة الالكترونية خاصة بهذه المؤسسات، بالإضافة إلى مشاريع في قطاع الصحة والتربية والطاقة والفلاحة... علما تعد الجزائر تعد من بين أبرز المساهمين في البنك الإسلامي للتنمية بحصة تقدر بنسبة 2,43 بالمائة، أي ما يعادل مبلغ 1,4 ميار دولار مودعة في البنك.
"المساهمة في السياسات التي ترمي لتسحين المستوى المعيشي لسكان القارة الافريقية دون الخضوع للتدخلات الأجنبية" هو الهدف الأسمى الذي يناشده رئيس مجلس البنوك السينغالية، باباكار ديايغ. لكن هل يضمن البنك الإسلامي للتنمية هذه الاستقلالية المنشودة؟ الظاهر من خلال سياسته التنموية أن البنك الاسلامي للتنمية بدوره "يسعى لربط إفريقيَا بالاقتصاد العالمي، ومن ثمة إستبدال تأثيرات خارجية قائمة بأساليب أخرى من التأثير الخارجي" يقول محمود حسين خليف، مدير الشركة الإسلامية لتأمين الاستثمارات والقروض الموجهة للتصدير. ا