شهد قطاع الكهرباء والغاز في الجزائر خلال عام 2024 مؤشرات نمو لافتة، وفق ما كشفه التقرير السنوي لبنك الجزائر. فقد عكست البيانات الرسمية تحسنًا ملحوظًا في الإنتاج والاستهلاك، إلى جانب توسع في شبكات النقل والتوزيع، ما يؤكد الدور المحوري لهذا القطاع في دعم الاقتصاد الوطني وتأمين احتياجات السوق المحلية.
نمو القيمة المضافة والاستهلاك
حقّق قطاع إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز قيمة مضافة بلغت 449.12 مليار دينار (3.46 مليار دولار) في 2024، مقارنة مع 427.78 مليار دينار (3.29 مليار دولار) في 2023، بزيادة نسبتها 4.9%. كما ارتفع معدل النمو إلى 5.8% بعد أن كان 4.5%، رغم أن إسهامه في النمو الكلي للاقتصاد ما يزال محدودًا.
وعلى صعيد الكهرباء، ارتفع الاستهلاك بنسبة 6.13% ليصل إلى 83.205 غيغاواط/ساعة. وتوزع هذا الارتفاع على مختلف الشرائح، إذ زاد استهلاك الشركات (الجهد العالي) بنسبة 6.51%، والشبكات منخفضة الجهد 6.05%، بينما ارتفع استهلاك الجهد المتوسط بنسبة 6.02%.
في المقابل، شهدت مبيعات الغاز تحسنًا ملحوظًا لتسجل 210.21 غيغا-حرارية في 2024، مقابل 203.38 في 2023، بزيادة 3.36%. ويعزى هذا النمو إلى ارتفاع الطلب في الضغط المتوسط (9.93%) والعالي (5.25%)، فضلًا عن تحسن استهلاك الضغط المنخفض بعد التراجع المسجل في 2023.
إنتاج وتوزيع الكهرباء والغاز
بلغ إنتاج الكهرباء 95,181 غيغاواط/ساعة خلال 2024، مع قدرة مركبة تتجاوز 26 ألف ميغاواط، ما يعكس تطور البنية التحتية لتلبية الطلب المتنامي.
أما على مستوى الشبكات، فقد امتد طول شبكة نقل الغاز إلى 24,599 كيلومترًا، وشبكة التوزيع إلى 170,728 كيلومترًا. وفي قطاع الكهرباء، وصل طول شبكة النقل إلى 35,537 كيلومترًا، فيما تجاوزت شبكة التوزيع 416,516 كيلومترًا.
توسع قاعدة المشتركين
ارتفع عدد مشتركي الغاز في الجزائر إلى 8.132 مليون مشترك في 2024، بينما بلغ عدد مشتركي الكهرباء 12.297 مليون مشترك. ويعكس ذلك توسع قاعدة المستفيدين من خدمات الطاقة، في إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى زيادة الوصول إلى الكهرباء والغاز وضمان التوازن بين الإنتاج والتوزيع والطلب.
تؤكد هذه المؤشرات تحسن خدمات الكهرباء والغاز في الجزائر عبر نمو ملموس في الإنتاج والاستهلاك، إلى جانب توسع الشبكات وارتفاع عدد المشتركين. ويأتي ذلك في إطار جهود الدولة لتعزيز استدامة الإمدادات وتحقيق أمن الطاقة، في ظل الأهمية المتزايدة التي يكتسبها الغاز محليًا وإقليميًا.