B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

المعرض التجاري الإفريقي البيني 2025 : 11.4 مليار دولار للشركات الجزائرية، نجاح ينتظر التأكيد

Par Yasser K
11 سبتمبر 2025

اختُتمت فعاليات المعرض التجاري الإفريقي البيني IATF 2025 في الجزائر بإبرام اتفاقيات بلغت قيمتها 48.3 مليار دولار، منها 11.4 مليار مخصصة للشركات الجزائرية. رقم يبعث على الأمل، لكنه لن يكتسب معناه الكامل إلا من خلال التنفيذ الفعلي لهذه الالتزامات.

نُظمت نسخة 2025 من المعرض التجاري الإفريقي البيني (IATF) لأول مرة في الجزائر، وانتهت بتحقيق رقم قياسي من الاتفاقيات والالتزامات بلغ 48.3 مليار دولار. من هذا الرقم الإجمالي، تعود 11.4 مليار دولار مباشرة إلى شركات جزائرية — وهو ما اعتُبر اختراقًا وطنيًا في السوق القارية.

الجزائر تكسر قواعد المعرض

في نسختي 2018 (تونس) و 2023 (القاهرة)، كانت الأرقام المنشورة تخص الإجمالي القاري فقط (32 و 43.8 مليار دولار)، دون تفاصيل عن البلد المضيف. أما الجزائر، فقد اختارت في 2025 أن تبتكر بالإعلان عن حصتها الوطنية: 11.4 مليار دولار.

هذا الخيار أظهر أن الجزائر لا تكتفي بدور المضيف، بل تسعى لتكون فاعلًا نشطًا في التبادلات الإفريقية البينية. فضّلت مصر، في 2023، التركيز على الأداء العام ودورها كمنصة إقليمية. أما تونس، التي استضافت النسخة الأولى في 2018، فلم تقدم تفاصيل عن نتائجها.

11.4 مليار على الورق، كم منها سيتحقق فعليًا؟

تظل IATF في المقام الأول نافذة يتم من خلالها توقيع بروتوكولات اتفاق وبيانات نوايا. لكن تجسيدها يعتمد على عوامل مالية وتنظيمية ولوجستية غالبًا ما تتجاوز قدرة الأطراف الموقعة. والتجربة تُظهر أن جزءًا فقط من هذه المبالغ يتحول إلى مشاريع فعلية.

بالنسبة للجزائر، يبقى السؤال: كم من هذه الـ11.4 مليار سيتحول إلى صادرات، استثمارات، خدمات أو منشآت صناعية؟ القطاعات المعنية — الطاقة، الحديد والصلب، الصيدلة، والخدمات المالية — ستكون تحت المجهر في الأشهر المقبلة.

رهان التجسيد

منح معرض IATF 2025 الجزائر رؤية إقليمية غير مسبوقة للظهور على الساحة الإقليمية وفرصة لحشد شركاتها حول السوق الإفريقية. ومن خلال الإعلان عن حصة وطنية محددة، سجّلت الجزائر قطيعة مع النسخ السابقة، معبّرة عن رغبتها في أن تكون فاعلًا كامل الحقوق في التبادلات الإفريقية.

لكن المعيار الحقيقي لهذا النجاح سيُقاس بمدى تحويل الـ11.4 مليار دولار المعلنة إلى مشاريع فعلية. حتى لو تم تحقيق جزء منها فقط، فسيكون ذلك بالفعل تقدمًا مهمًا للاقتصاد الوطني واندماجه القاري.

لا يمكن اعتبار IATF الجزائر لحظة نشوة تجارية عابرة: بل هو نقطة انطلاق. ويبقى المستقبل كفيلًا بالإجابة على ما إذا كانت الجزائر ستنجح في تحويل هذه الواجهة إلى أدوات ملموسة لتنميتها وتألقها في إفريقيا.