تشهد إسبانيا تزايداً مقلقاً في خطاب الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي، ويستهدف هذا التصاعد بشكل رئيسي المغربيين والجزائريين، وفق أحدث تقرير صادر عن المرصد الإسباني لمكافحة العنصرية ورهاب الأجانب (OBERAXE)، نُشر في نهاية جويلية 2025. هذا المرصد تابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، ويرصد بشكل دوري تطور الرسائل المسيئة على الإنترنت.
كشف التقرير أنه بين أفريل وجوان 2025 تم تسجيل أكثر من 184 ألف رسالة كراهية، بينما ارتفع العدد إلى 190 ألفاً في يوليو. ومن بين هذه الرسائل، استُهدف 73٪ من أبناء شمال إفريقيا في الربع الثاني، ووصلت نسبتهم إلى 86٪ في جويلية، خاصةً بعد أحداث توري-باتشيكو التي ربطت هذه الفئات بالعنف والجريمة، ودعت أحياناً إلى طردهم أو ممارسة العنف ضدهم.
وتتأثر هذه الزيادة أساساً بـ المغربيين الذين يمثلون أكبر جالية شمال إفريقية في إسبانيا بأكثر من مليون مقيم، إضافةً إلى الجزائريين، وعددهم نحو 70 ألفاً، والذين يتعرضون أيضاً لهذه الموجة من خطاب الكراهية.
وقد شكلت الأحداث الرياضية والإعلامية، مثل نهائي دوري أبطال أوروبا أو مسابقة يوروفيزيون، نقاط انطلاق لهذه الرسائل، خصوصاً ضد اللاعبين من أصول شمال إفريقية. كما لاحظ التقرير ارتفاعاً في الخطابات الموجهة إلى الأطفال والمراهقين غير المرافقين، الذين يمثلون 4٪ من مجموع الرسائل المسيئة في يوليو.
وبالرغم من استخدام نظام المراقبة بالذكاء الاصطناعي FARO، المطوّر بالشراكة مع دوري LaLiga الإسباني، فإن المنصات الاجتماعية حذفت نسبة محدودة من هذه المحتويات: تيك توك 92٪، فيسبوك 40٪، إنستغرام 23٪، ويوتيوب 5٪ فقط، وإكس 9٪.
ويحذر الخبراء من تطبيع هذه الخطابات، الذي يعززه تضليل المعلومات والفرط في التعرض لوسائل التواصل، ويؤكدون على المسؤولية الفردية والاجتماعية للحد من انتشارها.