B E R H G A M

T N E G R E M E

اقتصاد

النسيج الجزائري: أي مستقبل أمام المنافسة التركية الصينية الشرسة

Par Maghreb Émergent
6 أكتوبر 2025

يُظهر المعرض الدولي للنسيج والقماش والملابس المقام حالياً في قصر المعارض، الصنوبر البحري بالعاصمة، واقع قطاع النسيج الجزائري بوضوح مؤلم.

شهدت نسخة عام 2025 للمعرض التي إفتتحت اليوم الاثنين، حضوراً استثنائياً للعارضين الأتراك والصينيين، في حين يكافح الفاعلون المحليون من أجل إيجاد صوت لهم. من بين حوالي عشرين شركة مشاركة، ثلاث شركات فقط هي جزائرية، مما يدل على الشلل المستمر لهذا القطاع الاستراتيجي للاقتصاد الوطني.

يعبر مصطفى بن نابي، المتحدث باسم شركة Ellipsis، المتخصصة في النسيج الصناعي ومقرها بودواو والرائدة وطنياً بأكثر من 40% من الإنتاج المحلي، عن أسفه لهذا الوضع: "من المحزن حقاً أن تكون المشاركة الجزائرية مقتصرة على بعض الشركات فقط، في حين إن هؤلاء العارضين موجودون أساساً لبيع الآلات". تطورت "إليبسيس"، التي تأسست عام 2018، رغم العقبات، وخاصة إفتقارها لقطعة أرضية تحتضنها، مما اضطر أصحابها لاستئجار فضاء لممارسة نشاطهم. لكن الطموح ما زال قائماً: "لن نتوقف هنا، نريد الانطلاق نحو المستقبل".

المواهب المحلية بين الصمود والعزلة

يشير إبراهيم، حفيد مؤسس شركة "صالون تسنيم " الواقعة في غرداية، أيضاً إلى التحديات التي تواجه شركته قائلاً: "نعمل أساساً بناءً على الطلبات وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. نخطط الآن للتصدير إلى أوروبا وآسيا، وهما سوقان أساسيان". وهذا يعد مؤشراً مشجعاً لاقتصاد بحاجة للتنويع بشكل عاجل.

لكن هذه العزيمة المحلية تصطدم بواقع أكثر قسوة، كما يكشف أحد العارضين رفض الكشف عن هويته، قائلا أن "المستوردين الأتراك غزوا كليا السوق الوطنية بمنتجات مصنّعة في بلادهم، مما أحدث منافسة غير عادلة تكاد تكون مستحيلة للمصانع الجزائرية، خاصة السابقة منها التي كانت تابعة للدولة والتي اختفت أو تدهورت منذ زمن، مثل مجمع ذراع بن خدة في تيزي وزو".

تحديات انتعاش متأخر

تواجه الجزائر، المتسلحة بإمكانات بشرية وصناعية كبيرة، مفارقة تتمثل في فتح السوق أمام قوى أجنبية دون وجود سياسة واقعية لحماية وتطوير نسيجها الصناعي. إذا كانت الدولة تريد حقاً إنعاش الصناعة المحلية، يجب أن تفرض على الشركات الأجنبية الموجودة الاستثمار المستدام في البلاد.

خلق القيمة المضافة والوظائف يتطلب أيضاً تسهيلات أكبر لرجال الأعمال الجزائريين، بما في ذلك توفر المواد الأولية بأسعار تنافسية، وتوفير الأراضي الصناعية بسرعة، ودعم هيكلي للشباب الذين يحملون مشاريع ابتكارية مثل مصطفى بن نابي.

النسيج مستقبل الاقتصاد الجزائري

يمثل المعرض في الجزائر نافذة دولية مهمة، لكنه لا ينبغي أن يخفي هشاشة داخلية مقلقة. النسيج قطاع يحمل إمكانيات هائلة للنمو والتثمين الثقافي وخلق فرص العمل. يجب أن يتجاوز تطويره مجرد عرض تجاري ليصبح رافعة حقيقية لتنويع الاقتصاد.

السلطات مطالبة بشكل عاجل، ليس فقط بتشجيع المواهب المحلية، بل أيضاً بتحقيق توازن في المنافسة، وتعزيز الابتكار، وبناء صناعة نسيج قوية وقادرة على المنافسة على المستوى الدولي.