B E R H G A M

T N E G R E M E

Université

بـ42 مليار يورو.. أوروبا تفتح “إيراسموس+ ” أمام الطلبة المغاربة مع ضمان التأشيرة

Par إبراهيم غانم
22 أكتوبر 2025
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم 16 أكتوبر 2025، عن مبادرة جديدة تحت اسم «ميثاق من أجل المتوسط» (Pact for the Mediterranean)، تهدف إلى تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط، وفي مقدّمتها الجزائر، تونس، والمغرب.

أحد أبرز محاور هذا الميثاق يتمثل في توسيع برنامج Erasmus+ ليتيح مشاركة أوسع لطلبة وشباب المنطقة في شبكات التعليم الأوروبية، مع تسهيلات جديدة في منح التأشيرات الدراسية.

ميثاق جديد لشراكة أوسع

الميثاق، الذي يُعدّ خارطة طريق جديدة للعلاقات بين أوروبا وجوارها الجنوبي، يركّز على ثلاث أولويات رئيسية: أولها تمكين الشباب والتعليم من خلال فتح آفاق أكاديمية ومهنية عبر برامج التنقّل مثل Erasmus+، وثانيها تحفيز الاقتصاد المستدام عبر مشاريع مشتركة في مجالي الطاقة والرقمنة، وثالثها تنسيق إدارة الهجرة عبر قنوات قانونية ومنظمة.

بحسب المفوضية الأوروبية، تهدف الخطة إلى «ربط الشباب على ضفّتي المتوسط» وخلق «جامعة متوسطية» متعددة الفروع، بالشراكة مع مؤسسات التعليم العالي في الجزائر ودول المنطقة.

الجزائر محور رئيسي في المرحلة الجديدة

وتبرز الجزائر كمحور رئيسي في هذه المرحلة الجديدة من التعاون، إذ أُدرجت رسمياً ضمن الدول الشريكة في الميثاق، ما يفتح الباب أمام طلبتها وأساتذتها للمشاركة في المشاريع التعليمية والبحثية للاتحاد الأوروبي. وتتقاطع هذه المبادرة مع جهود المكتب الوطني لـ Erasmus+ في الجزائر، الساعي إلى توسيع الشراكات الجامعية وتسهيل التبادل الأكاديمي. ومن المنتظر أن تتيح هذه الخطوة زيادة كبيرة في عدد المنح الدراسية، إلى جانب دعم تطوير برامج دراسات مشتركة مع جامعات أوروبية.

تسهيلات التأشيرة جزء من الخطة

صرّحت مفوّضة الاتحاد الأوروبي دوبرافكا شويكا بأن الميثاق «سيسهم في تسهيل إصدار التأشيرات للطلاب والباحثين من المغرب وتونس ومصر، مع دراسة توسيع الإجراء ليشمل الجزائر». وتشير وثيقة المفوضية إلى أن حملات توعية وإجراءات مبسطة للحصول على تأشيرات الدراسة ستُطلق تدريجياً ابتداءً من عام 2026، بهدف تعزيز التنقّل الأكاديمي المنظّم والحدّ من الهجرة غير النظامية.

وقد حُدّدت الميزانية الإجمالية المخصّصة للميثاق بنحو 42 مليار يورو حتى عام 2030، مع توقّع أن يتضاعف عدد الطلبة القادمين من دول الجنوب ضمن برنامج Erasmus+ خلال ثلاث سنوات، فيما يستهدف الاتحاد الأوروبي إنشاء أكثر من مئة برنامج مشترك بين جامعات أوروبية ومغاربية.

رؤية أوسع للمنطقة المغاربية

يُعدّ الميثاق محاولة لإعادة صياغة العلاقة الأوروبية–المغاربية بعيداً عن المقاربة الأمنية الضيّقة. فبفضل التعليم والتبادل الأكاديمي، تسعى بروكسل إلى بناء «فضاء معرفي متوسطي» يعزّز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين الضفتين. غير أن المراقبين يرون أن نجاح المشروع يبقى رهناً بمدى استعداد الدول المغاربية لتكييف أنظمتها الجامعية وتبسيط إجراءات المنح والتأشيرات.