استعادت الجزائر موقعها كأكبر مصدّر للغاز إلى السوق الإسبانية خلال سبتمبر 2025، لترسخ مكانتها كالمورّد الأول خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، في وقت تراجعت فيه الإمدادات الأميركية والروسية، بينما شهدت السوق دخول شحنات نادرة من مصر وعودة أنغولا إلى قائمة المورّدين.
بلغت حصة الجزائر 33.4% من إجمالي واردات الغاز الإسبانية في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، بإجمالي 92.11 تيراواط/ساعة، منها 78.46 تيراواط/ساعة من الغاز الطبيعي عبر أنبوب “ميدغاز”، و13.66 تيراواط/ساعة من الغاز المسال.
ورغم هذا التراجع الطفيف مقارنة بـ94.01 تيراواط/ساعة في الفترة نفسها من 2024، استعادت الجزائر في سبتمبر موقعها كأكبر مورّد شهري بنسبة 37.2%، بإجمالي 10.24 تيراواط/ساعة من الغاز، متقدمة على الولايات المتحدة بعد شهرين من التراجع خلفها.
هذا الأداء يعكس استقرار الإمدادات الجزائرية عبر الأنابيب في مقابل تقلبات الغاز المسال في السوق الفورية، ما يعزز موقع الجزائر كمصدر تقليدي ذي موثوقية مرتفعة ضمن مزيج الطاقة الإسباني.
الولايات المتحدة.. تراجع حاد في سبتمبر
احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بنسبة 30.7% من إجمالي واردات إسبانيا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بإجمالي 84.66 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، مقابل 60.48 تيراواط/ساعة في 2024، مسجلة نموًا سنويًا قويًا.
لكنها شهدت تراجعًا شهريًا حادًا في سبتمبر، إذ انخفضت الإمدادات إلى 7.45 تيراواط/ساعة (27% من الإجمالي) مقارنة بـ10.58 تيراواط/ساعة في أوت، نتيجة تقلص الشحنات الفورية نحو أوروبا لصالح السوق الآسيوية الأعلى سعرًا.
روسيا.. استمرار الانكماش
حافظت روسيا على المركز الثالث بنسبة 11.5%، بإجمالي 31.64 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، متراجعة بوضوح عن 56.31 تيراواط/ساعة في 2024، وسط استمرار القيود الأوروبية على الغاز الروسي وتراجع عقود إعادة التصدير عبر أطراف وسيطة. وفي سبتمبر، هبطت الإمدادات الروسية إلى 1.128 تيراواط/ساعة فقط، ما يمثل 4.1% من الواردات الإسبانية الشهرية.
نيجيريا وأنغولا.. توسّع إفريقي في الإمدادات
عززت نيجيريا موقعها في المرتبة الرابعة بنسبة 8%، بإجمالي 22.18 تيراواط/ساعة، ارتفاعًا من 17.29 تيراواط/ساعة في 2024. كما قفزت شحناتها الشهرية إلى 3.02 تيراواط/ساعة في سبتمبر، مقابل 1.86 تيراواط/ساعة في أغسطس.
أما أنغولا فصعدت إلى المركز الخامس بنسبة 5.6% (15.53 تيراواط/ساعة خلال 9 أشهر)، وبلغت صادراتها في سبتمبر 2.14 تيراواط/ساعة، بعد توقفها في أغسطس، لتستعيد دورها كمورّد إضافي في السوق الإفريقية لإسبانيا.
أوروبا.. تراجع فرنسي وتقدم برتغالي محدود
حافظت فرنسا على المرتبة السادسة بنسبة 2.4% (6.53 تيراواط/ساعة)، بانخفاض حاد عن 14.04 تيراواط/ساعة في 2024، بينما تقدمت البرتغال إلى المرتبة السابعة بنسبة 2% (5.61 تيراواط/ساعة). وفي سبتمبر، بلغت الإمدادات الفرنسية 1.106 تيراواط/ساعة، والبرتغالية 0.547 تيراواط/ساعة.
الموردون الآخرون وشحنات استثنائية
تراجعت بيرو إلى المرتبة الثامنة بنسبة 2% (5.44 تيراواط/ساعة) مع توقف الشحنات في أغسطس وسبتمبر، فيما ظلت قطر في المرتبة التاسعة بنسبة 1.8% (4.87 تيراواط/ساعة).
وفي تحول نادر، دخلت مصر قائمة الموردين لأول مرة في 2025، لتحتل المرتبة السابعة في سبتمبر بنسبة 3.7% بإجمالي 1.034 تيراواط/ساعة، بعد توقف صادراتها منذ صيف 2024 بسبب ضعف الإنتاج المحلي. كما سجلت ترينيداد وتوباغو ظهورًا محدودًا بنسبة 3.1% (0.854 تيراواط/ساعة). ولم تسجل أي شحنات من النرويج أو الكونغو أو الكاميرون في سبتمبر.
تؤكد الأرقام استمرار الجزائر كمورّد استراتيجي أول للغاز إلى إسبانيا، مدعومة بخط أنابيب مباشر وأسعار ثابتة نسبيًا، في مقابل تذبذب شحنات الغاز المسال القادمة من الولايات المتحدة وروسيا. الاتجاه العام يظهر تصاعد الحصة الإفريقية في مزيج الغاز الإسباني على حساب المصادر الأوروبية والآسيوية، ما يعكس إعادة توازن في جغرافيا الإمدادات داخل السوق الأوروبية.
