"الجزائر لن تتخلى على روسيا" هي ربما أهم رسالة أطلقها الرئيس عبد المجيد تبون في حواره التلفزيوني الذي تم بثه أمس. وتأتي هذه الرسالة في وقت تتجه كل التحاليل السياسية نحو احتمال حدوث تحول في الموقف الجزائري وإمكانية تقاربها مع الولايات المتحدة على حساب موقعها التقليدي بجانب روسيا والصين.
وحول هذا التقارب الأمريكي، قال تبون "الديبلوماسية ليست أيضا أو أسودا، هناك منطقة رمادية... لن نتخلى عن روسيا ولا عن الولايات المتحدة ولا عن الصين... دم الجزائري يسري فيه عدم الانحياز" مضيفا "قلنا هذا للأمريكيين وهم يعرفون ذلك جيدا".
ولدى تطرقه لتاريخ السياسة الخارجية الجزائرية، وجه تبون رسالة مباشرة إلى الإدارة الأمريكية، مفادها "لا يوجد جزائري لا يتذكر خطاب كنيدي ولا يوجد جزائري لا يتذكر أن الولايات المتحدة هي التي فرضت طرح الملف الجزائري في الأمم المتحدة وأجبرت الوفد الفرنسي على الانسحاب... ربما إنتهجنا سياسة كانت ضرورية في ذلك الوقت وهم (أي الأمريكيين) رأوا أننا كنا في معسكر غير المعسكر الذي يجب أن نكون فيه، لكن الآن سقط جدار برلين وسقط الستار الحديدي...".
وبخصوص الوضع على حدودنا الجنوبية والخطر الذي يمكن أن يشكله الإرهاب في مالي والأزمة المزمنة في ليبيا ومنطقة الساحل... إعتبر تبون هذا الانشغال "يخص خبراء الحيوسياسة فقط، أما المواطن الجزائري فلا يعنيه ذلك" مطمئنا "حدودنا محمية وجيشنا قوي ولا نتدخل في شؤون جيراننا إلا بطلب منهم"...
أما القضيتان الصحراوية والفلسطينية، فرد تبون بشأنهما، قائلا إنه يتوجه للذين يقولون إن الجزائر ضعيت شيئا من خلال تمسكها بمواقفها المبدئية. وجدد في هذا الإطار هذه المواقف المبدئية، قائلا "واش ضيعنا... الجزائر محترمة لمواقفها المبدئية" معتبرا التخلي عن القضية الصحراوية أو الفلسطينية يعني "الانخراط في الامبريالية".
