يقوم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، غداً بزيارة رسمية إلى دولة الفاتيكان، حيث سيلتقي بقداسة البابا ليون الرابع عشر، في أول لقاء رسمي بين الطرفين منذ تنصيب البابا الجديد على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
تأتي هذه الزيارة في سياق الاهتمام الشخصي الذي أبداه البابا ليون الرابع عشر بالجزائر، وتحديداً بمسقط رأس القديس أوغسطين، أحد أبرز أعلام الفكر المسيحي، الذي وُلد في سوق أهراس شرقي الجزائر.
وكان البابا قد وجّه، في شهر ماي المنصرم، رسالة خاصة إلى الرئيس تبون، أعرب فيها عن “رغبته الصادقة” في زيارة الجزائر.
وقد نقل الرسالة سفير الجزائر لدى الكرسي الرسولي، رشيد بلادهان، خلال حضوره قدّاس التنصيب البابوي بالفاتيكان.
وتكشف تصريحات البابا عن علاقة روحية وثيقة بالقديس أوغسطين، حيث وصف نفسه بـ”ابن القديس أوغسطين”، مؤكداً تأثره العميق بفكره ونهجه، وهو ما تجلّى في شعاره البابوي المستلهم من رموز أوغسطينية.
ويُعد البابا ليون الرابع عشر أول بابا ينتمي إلى رهبنة القديس أوغسطينوس، وقد قام بعد تنصيبه بزيارة مفاجئة إلى مقر الرهبنة بروما، ما يعكس تمسكه العميق بمبادئ الوحدة والتشارك، التي تقوم عليها هذه الرهبنة.
و يُنتظر أن تُمهّد الزيارة لتقارب بين الفاتيكان والجزائر، وربما تمهد أيضاً لتحقيق رغبة البابا في زيارة سوق أهراس، مدينة أوغسطين، لما تحمله من رمزية روحية وتاريخية لدى رأس الكنيسة الكاثوليكية.
هذه الزيارة المرتقبة تفتح فصلاً جديداً في العلاقات الجزائرية-الفاتيكانية، في ظل تقاطع الاهتمامات الروحية والثقافية، وإرادة مشتركة لتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والأديان.