أسقط سلاح الدفاع الجوي عن الإقليم الجزائري، الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي 2" تركية الصنع، وأسقط معها رواية السلاح الذي لا يمكن رصده ، المطلوب من أمريكا وإسرائيل.
حيث تمكنت وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم بإقليم للناحية العسكرية السادسة بتمراسنت، من رصد وتعقب طلعات جوية استخباراتية وعملياتية، نفذها الجيش المالي بمنطقة تين زواتين، باستخدام هذه المُسيرة التركية الصُنع ، وإسقاطها بسهولة, ليعود بذلك الحديث حول صحة ونجاعة استمثارات الصناعة العسكري التركية ، التي تسهتدف تحديداً الإستثمار في مناطق النزاعات الدول وأخر مأسي الوضع الأمني في منطقة الساحل.
حيث أسس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ "دبلوماسية الطائرات المسيرة" المُنتهجة مؤخراً، في كثير من مناطق النزاع والحروب، بالترويج لصناعة صهره "بيرقدار أوزديمير".
لغاية شهر أوت من عام 2021، كانت تركيا و6 دول فقط من يملكون قرابة 180 طائرة دون طيار من طراز "بيرقدار تي بي 2"، وهي: أذربيجان وأوكرانيا وقطر وليبيا والمغرب، وبولندا العضو في حلف الناتو بحسب تقرير لقناة ""تي أر تي" التركية.
قبل أن تطلبها دول أخرى، كإثيوابيا لمواجهة توسع قوات إقليم تيغراي إلى استعانتها بالمسيرات التركية، ثم إندونسيا ودول الساحل، ومن قبل إسرائيل وأمريكا، لتجريب ما مدى قوتها.
و اتسع الطلب على هذه الطائرة المسيرة "بيرقدار" المطورة لعدة نسخ ، بعد الترويج لدورها في هجمات القوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا، و في هجوم الجنرال خلفية حفتر، قائد ما يسمى بـ"الجيش الليبي"، على العاصمة طرابلس في 2019.
ومدت تركيا حكومة الوفاق الليبية السابقة بالأسلحة، منها مسيّرات بيرقدار. ونشرت الحكومة آنذاك العديد من اللقطات المصورة لاستهداف أرتال قوات حفتر وخطوط الإمداد.
و انتهت حملة الجنرال الليبي بتراجع قواته حتى مدينة سرت في منتصف الساحل الليبي، قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وبعد إثبات هذا السلاح التركي فعاليته في مساعدة أذربيجان على هزيمة القوات المدرعة الأرمينية واستعادة مساحات شاسعة من الأراضي في حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020، امتد الإعجاب بقدرات هذه الطائرات بدون طيار من أوروبا الشرقية والقوقاز، لمناطق نزاع مُعقد أخرى.
وبعد سنة من تصنيعها وبيعها للدول الست وتنفيذ ضربات ناجحة بها، ازداد عليها الطلب في إفريقيا، لخصوصيتها في الحروب غير المتناظرة بين الجيوش النظامية والجماعات المسلحة، حيث تسلمت الطوغو في غرب افريقيا شحنة من طائرات بيرقدار بي 2 كدولة تكافح من أجل كبح تسلل المقاتلين الجهاديين الذين ينتقلون جنوبا من بوركينا فاسو.

وحصلت النيجر الحدودية مع الجزائر، على هذه الطائرات بـ"أسعار معقولة" لعملياتها العسكرية ضد الجماعات المتمردة في منطقة الساحل الصحراء الكبرى وحول بحيرة تشاد ، إضافة إلى إبداء تونس و أنغولا اهتماماً بها.
وتوفر الطائرة دون طيار "بيرقدار تي بي 2 " للمشترين الأفارقة، وخاصة البلدان الفقيرة، الفرصة لتكوين قوة جوية كبيرة دون التكلفة الباهظة للمعدات وسنوات من تدريب النخبة المطلوبة لتطوير قوة هجوم جوية تقليدية للطائرات المأهولة.
وبالنسبة إلى كل من توغو والنيجر، تُعدالشراكة مع تركيا مفيدة أيضا من الناحية السياسية حيث تقلل من اعتمادهما على شراكات أمنية مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، والتي لا تزال هناك مجموعة كبيرة من الرأي المحلي غير مرتاحة للتعامل معها.
ومن وجهة نظر أنقرة، هناك أيضا عوامل جذب حيث أصبحت "دبلوماسية الطائرات بدون طيار" والشراكة العسكرية أداة مهمة في سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية تجاه منطقة جنوب الصحراء الأفريقية مما يكمل المزيد من نقاط القوة طويلة الأمد مثل بناء المطارات وغيرها من عناصر البنية التحتية الأساسية.
لماذا سميت المسيرة التركية بهذا الإسم
وتعود تسمية طائرة ""بيرقدار التركية ، إلى عائلة سلجوق أوزديمير بيرقدار، وهو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزوج ابنته سمية أردوغان، الذي أحد رجال الأعمال الأتراك ومهندس وأحد أبرز مؤسسي نظام الطائرات بدون طيار في تركيا.
في عام 2005، دخل أوزديمير معترك مجال الطيران وتحديداً “الطائرات المسيرة” أو الطائرات بدون طيار، عبر تقديمه أول مسيرة محلية الصنع، والتي أطلق عليها حينها اسم “بيرقدار ميني”، والتي سعى لتطويرها خلال عمله في القوات المسلحة التركية في جنوب شرق البلاد، وذلك بين عامي 2005 و 2009.
وقد أطلق على أحدث مسيرات بيرقدار، اسم “بيرقدار أكنجي”، وهو اسم عثماني الأصل، كان يطلق على قوات سلاح الفرسان الحدودي التابع للدولة العثمانية، وكان يقع على عاتق هذه القوات مسؤولية شن وتنفيذ الغارات، فكانت اللاحقة لـ “بيرقدار” الذي يمثل اسم عائلة أوزدمير التي سلمت الراية لأحد ابنائه الـ 3 وهو سلجوق أوزدمير بيرقدار، وهو صهر أردوغان حالياً، والرئيس النفيذي لشركة “بايكار” ومخترع النسخة المطورة من الطائرة التركية بدون طيار (بيرقدار).
المواصفات التي تتمتع بها بيرقدار:
صنفت المسيرة التركية بيرقدار 2 بدون طيار ضمن الطائرات العسكرية التكتيكية الجوية في عمليات الاستطلاع والهجوم.
_ تمتاز الطائرة التركية بتحليقها على ارتفاع (20 ألف إلى 27 ألف قدم) حوالي 8000 متر ، وقدرتها على حمل وشحن معدات عسكرية وصواريخ وزنها 150 كيلوغراماً. كما يمكن أن تطير الطائرة بشكل مستمر لمدة تصل إلى 24 ساعة.

وتتميز البيرقدار بقدرتها على تدمير الأهداف في وقت واحد والقيام بمهام المراقبة والمراقبة والاستطلاع للأهداف ليلاً ونهاراً على مدار 24 ساعة في اليوم.
وتزويد مراكز عمليات القوات المسلحة التي تستعملها بمعلومات الاستطلاع وإحداثيات العمليات بعد رصدها لإكمال المهام العسكرية أثناء تواجدها في الجو.
وتستطيع البيرقدار قصف الأهداف والتهديد بالذخيرة والصواريخ المحملة على متن الطائرة.
وبعد إسقاطها في روسيا وسوريا وأذربيجان، وبالأمس في الجزائر ن بعد اختراقها لمجال الجوي الوطني، تكون الشكوك قد تحوم من جديد حول صحة القدرات التي روجت لها تركيا.
س.ب