نشرت وكالة الأنباء الجزائرية اليوم، برقية عادت فيها لحصيلة الست سنوات من حكم عبد المجيد تبون، تحت عنوان "عهد تبون... عودة الريادة الجزائرية"
البرقية تحمل عدة علامات استفهام حول السياق الذي يستدعي إجراء حصيلة لنشاط الرئاسي. فلسنا في فترة نهاية عهدة، أين يحتاج الرؤساء لاطلاق حملات انتخابية مسبقة، وما زلنا بعيدين عن شهر سبتمبر الذي سيختتم فيه تبون السنة الأولى من عهدته الجديدة. ولسنا في أزمة مؤسساتية أو انتفاضة شعبية تستدعي التذكير بحصيلة الرئيس...
بدأت وكالة الأنباء برقيتها بالتذكير أن تبون تسلم الحكم "في سياق طبعته أزمة ثقة غير مسبوقة بين الحاكم والمحكوم، وتراجع مكانة الجزائر على الساحة الدولية" معتبرة توليه سدة الحكم "نقطة انطلاق لتحول يصفه الجميع بـ"التحول الجذري"، سواء على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي".
وتطرقت البرقية لثلاثة محاور في تقييمها لفترة حكم تبون إلى غاية اليوم، الأول تحت عنوان " إعادة بناء الثقة، أولوية وطنية". وقالت في هذا الخصوص " ورث الرئيس تبون بلدا دفعه الحراك الشعبي سنة 2019 الى الاستفاقة من سبات مؤسساتي دام سنوات، فبادر منذ البداية إلى وضع الأسس الصحيحة لإعادة التأسيس السياسي: حل البرلمان، تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، وتعزيز ادماج الشباب في الحياة العامة". وفي ظرف ست سنوات فقط، تقول وكالة الأنباء "أعاد نسج خيوط الثقة بين الدولة ومواطنيها، مانحا الشعب مكانة مركزية في المنظومة المؤسساتية. "المواطن خط أحمر"، يؤكد الرئيس في كل مناسبة، ساعيا لاستعادة الكرامة على الصعيدين الوطني والدولي التي أهدرتها ممارسات النظام السابق"...
الأرقام الاقتصادية لتبون
من بين الإنجازات التي أبرزتها وكالة الأنباء في برقيتها، على الصعيد الاقتصادي "تسجيل نسبة نمو للناتج الداخلي الخام تصل إلى 4.2%" وقالت أن هذه الأداء "أشادت به مؤسسات مالية دولية عدة، واعتبرته دليلا على الصمود والقدرة على التعافي". كما أبرزت رقم الصادرات خارج المحروقات وقالت أنها "واصلت نموها، لتبلغ نحو 7 مليارات دولار، في سابقة تاريخية تؤكد قدرة البلاد على الانتقال نحو نموذج اقتصادي جديد يخدم الأجيال القادمة". ثم انتقلت إلى ما اصطلحت عليه ب "حرب السكك" وقالت أن "الانتصار فيها يعني شق طريق نحو الازدهار، واقتحام أسواق جديدة، وتعزيز العمق الإفريقي، ونسج دبلوماسية ترابطية قائمة على المصالح المشتركة مع الشركاء"...
وأضافت البرقية "يولي الرئيس تبون أهمية بالغة للعلم والابتكار باعتبارهما رافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة، حيث تم إنشاء مدارس وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي"... ثم أضافت "وقد أصبحت الشركات الناشئة محورا رئيسيا لهذا التوجه، كوسيلة لإقحام الكفاءات الجزائرية الشابة في النهضة التنموية".
الحصيلة على الساحة الدولية
حسب برقية وكالة الأنباء، فقد "استعادت الجزائر صوتها وهيبتها" دوليا، وبرزت مجددا "كقوة سلام ووسيط موثوق، في عالم تتآكل فيه المبادئ وتضطرب فيه الموازين".
فمن الساحل الإفريقي إلى المتوسط، ومن القضية الفلسطينية إلى نصرة القضايا الإفريقية، تقول الوكالة "تؤدي الجزائر دورها كاملا كقوة إقليمية حرة في قراراتها ومواقفها، موقف غالبا ما يزعج البعض، لأن صرامة المبدأ تصدم الخطابات السائدة، لكنه يعزز من مصداقية الجزائر وصورتها لدى الشعوب التي ترى فيها شريكا وفيا، ثابتا، ويحترم التزاماته".
وعن المستقبل، يقول كاتب البرقية "لا شك أن الطريق لا يزال مليئا بالتحديات، لكن من المؤكد أن الجزائر استعادت الأمل في أقل من ست سنوات. فهي تسير إلى الأمام، مدفوعة بإيمان جيل شاب محفز على صنع مصيره بنفسه. فالرئيس يعمل على إعادة بناء الدولة بإشراك المواطن كفاعل أساسي في ازدهار بلاده"...