B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

جائزة الفيفا للسلام من إنفانتينو إلى ترامب: من الضجة إلى الشكوى بانتهاك مدونة الأخلاقيات 

Oussama Nadjib 10 ديسمبر 2025
هل سيتلقى إنفانتينو بطاقة حمراء لمنحه جائزة السلام لدونالد ترامب؟

أثار منح جياني إنفانتينو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «جائزة سلام» غير مسبوقة عاصفة من الانتقادات. ما كان يُفترض أن يكون احتفالاً بكرة القدم تحوّل إلى ضجة إعلامية، وقد ينتهي، ربما، أمام لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا.

أثار تصرّف إنفانتينو جدلاً واسعاً حول حدود المجاملة لرئيس الولايات المتحدة. وبعد موجة الانتقادات التي وصفت الأمر بـ«المهزلة»، أصبح رئيس الفيفا مطالباً بالرد على شكوى تقدمت بها المنظمة البريطانية “فير سكوير” (FairSquare)، متهمة إياه بانتهاك حياد المؤسسة السياسي عبر منحه ترامب «جائزة السلام من الفيفا» خلال مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن.

واتهمت فير سكوير إنفانتينو بانتهاك المادة 15 من مدونة الأخلاقيات التي تلزم المسؤولين بالحياد السياسي. واستشهدت بتصريحاته الداعمة لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، وبإعلانه العلني دعمه لبرنامجه السياسي، إضافة إلى الفيديو الذي عرضته الفيفا مروّجاً لسياسة ترامب الخارجية. وتُعرف فيرسكوير المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان والشفافية في الرياضة والعمل، بتحقيقاتها حول الانتهاكات المرتبطة بالبطولات الكبرى، خصوصاً في قطر وروسيا.

جائزة تثير الاستياء

أثار منح هذه الجائزة موجة من ردود الفعل الغاضبة في عالم الرياضة وخارجه. فقد وصف الصحفيون البلجيكيون في والفوت (Walfoot)، موقع بلجيكي متخصص في كرة القدم، الجائزة بأنها «جائزة العار» و«الضجة الإعلامية للعام» (bad buzz) ، بينما اعتبر الموقع السويسري واتسون (Watson) سلوك إنفانتينو «مُذلّاً» و«مُتملقاً»، خاصة حين التقط صوراً شخصية مع ترامب ومقربيه. وأشارت الصحافة الفرنسية إلى تناقض صارخ: إنفانتينو منع اللاعبين من التعبير عن آرائهم السياسية في مونديال قطر، لكنه سمح لنفسه بمنح جائزة سياسية بامتياز لرئيس دولة ذي سياسة مثيرة للجدل. كما انتقدت هيومن رايتس ووتش غياب الشفافية حول هذه الجائزة واختيار شخصية متهمة بسياسات عدوانية.

«ممارسة فاضحة للسلطة»

لم تكن هذه القضية الأولى التي يُتهم فيها إنفانتينو. ففي عام 2016، فتحت لجنة الأخلاقيات تحقيقاً بشأن رحلات خاصة ممولة من روسيا وقطر بلغت قيمتها أكثر من 100 ألف يورو. ورغم تبرئته، أثارت القضية تساؤلات حول الامتيازات غير المشروعة التي حصل عليها. وفي عام 2020، فتحت العدالة السويسرية تحقيقاً جنائياً بسبب لقاءاته السرية مع المدعي العام السابق مايكل لاوبر، والتي جرت من دون محاضر رسمية بينما كان الأخير يشرف على التحقيقات في فضائح الفيفا، ما غذّى الشبهات حول وجود تواطؤ. وكالعادة، برّأته لجنة الأخلاقيات سريعاً، ما عزز الانتقادات بشأن تساهل المؤسسة مع رئيسها.

وعدت الفيفا بعصر جديد بعد فضائح الفساد التي لطخت عهد سيب بلاتر. لكن بالنسبة لنيك ماكغيهن، مدير فيرسكوير (FairSquare)، فإن «الفيفا تتحول أكثر فأكثر إلى آلة علاقات عامة تخدم الأنظمة السلطوية». وبوضوح، حين يبتكر رئيس الفيفا جائزة سلام مفصّلة على مقاس ترامب، فإنه ينخرط في حسابات سياسية وفي مهزلة. وكما كتب لوموند في مقال لاذع: «هذا الاستعراض الفاضح للسلطة لا يزعج سوى جزء من الجماهير. مبيعات تذاكر كأس العالم الأمريكية تزدهر رغم الأسعار الأعلى في التاريخ، ورغم القيود على التأشيرات وملاحقة المهاجرين اللاتينيين قرب الملاعب الأمريكية. رغم ترامب وإنفانتينو.»