B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

حسب مؤشر WID : الفوارق الاجتماعية تعمقت كثيرا منذ 2013 في الجزائر

Par M Iouanoughene
7 يوليو 2025
حسب مؤشر WID : الفوارق الاجتماعية تعمقت كثيرا منذ 2013 في الجزائر

يكشف مؤشر قاعدة البيانات الخاصة بالفوارق الاجتماعية الذي أنشأته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين بالمدرسة الاقتصادية للعاصمة الفرنسية باريس، عن بروز فوارق كبيرة في المجتمع الجزائري منذ بداية الألفية

إذا كانت الجزائر قد تغلبت على الفوارق التي كانت قائمة في الحقبة الاستعمارية، مع منتصف سبعينيات القرن الماضي، فقد عاد منحى تفوق طبقة الأثرياء على طبقة عامة الشعب من حيث الاستحواذ على الثروة بداية من عام 2013، كما تظهره بيانات هذه القاعدة العالمية.

دخل 01 بالمائة من الجزائريين يفوق دخل 50 بالمائة آخرين

حددت القاعدة ثلاث فئات لحساب الفوارق الاجتماعية في مختلف بلدان العالم، هي فئة "01 بالمائة الأكثر يسرا" وفئة ال"10 بالمائة الأكثر يسرا" ثم فئة ال"50 بالمائة الأقل يسرا". ونجد إجمالي دخل 01 بالمائة من الجزائريين يفوق إجمالي دخل 50 بالمائة آخرين إلى غاية منتصف السبعينات، بمعدل 17 بالمائة للفئة الأولى مقابل 15 بالمائة للفئة الثانية طيلة العقد الأول من الاستقلال. ثم إنقلب هذا المنحى تدريجيا وأصبحت ال50 بالمائة من الجزائريين ذوي الدخل الضعيف تستحوذ على نسبة 16,9 بالمائة من إجمال دخل الجزائريين مقابل 15,3 بالمائة لفئة الأثرياء، بداية من عام 1980. وإستمر الوضع إلى حدود 2010، حيث بدأت تقدم تدريجيا الدخل الإجمالي لل01 بالمائة الأكثر يسرا على فئة ال50 بالمائة الأقل يسرا، ليصل عام 2013 إلى 22 بالمائة مقابل 18 بالمائة.

ونجد نسبة دخل الفئات الثلاث موزعة كالتالي في عام 2023: "01 بالمائة الأكثر يسرا يستحوذون على 22,6 بالمائة من إجمالي دخل الجزائريين. وتستحوذ فئة ال10 بالمائة الأكثر يسرا على 48,8 بالمائة من إجمالي دخل الجزائريين و50 بالمائة الأقل يسرا في الجزائر، نسبة دخلهم الإجمالي لا يتجاوز 18,1 بالمائة من إجمالي دخل الجزائريين.

وبالنسبة لتوزيع الأملاك، سجل مؤشر قاعدة بيانات المدرسة الاقتصادية الفرنسية نفس المستوى تقريبا من بداية التسعينيات إلى عام 2023، حيث تراوحت عام 1995 بين نسبة 60 بالمائة من الأملاك بيد 10 بالمائة من الجزائريين و25,8 بالمائة بيد فئة 01 بالمائة الأكثر يسرا، في حين يملك 50 بالمائة من الجزائريين الأقل يسرا ما يعادل نسبة 3,9 بالمائة من ثروة الجزائريين فقط. وتعمقت الهوة أكثر في عام 2023، حيث أصبحت 62 بالمائة من ثروة الجزائريين بيد 10 بالمائة منهم و28 بالمائة من الثروة بين أيدي 01 بالمائة من الجزائريين، فيما إنخفضت حصة 50 بالمائة من الجزائريين البسطاء إلى حدود 3,7 بالمائة.

الجزائري ينفق أكثر من راتبه الشهري  

مؤشر آخر تبرزه قاعدة بيانات المدرسة الاقتصادية الفرنسية، يتمثل في حساب موقع كل فرد من توزيع الثروة في العالم وفي بلاده. وبالنسبة للجزائر، يكشف هذا المؤشر، أن الجزائري الذي يتقاضى راتب 100 ألف دينار شهريا ويعيل عائلة من خمسة افراد مثلا يعيش ضمن ال01 في المائة الأقل دخلا في البلاد. ما يعني 99 بالمائة من الجزائريين لا يكتفون براتب شهري لضمان معيشتهم اليومية. ومن جهة أخرى تقوم نفس قاعدة البيانات بحساب الراتب الشهري مع عناصر أخرى لتحديد المستوى المعيشي، منها ملكية المنزل وقيمته في سوق إستئجار السكنات. وفي هذه الحالة، فإن الموظف الجزائري الذي يتقاضى راتبا 100 الف دينار ويملك شقة في أحد أحياء العاصمة المتوسطة، يرتقي من خانة ال01 بالمائة الأقل دخلا إلى خانة 03 بالمائة الأقل دخلا.

مؤشر آخر جدير بالاهتمام، يفيد أن الجزائري الذي يعيش ضمن ال 03 بالمائة الأقل دخلا في بلاده، يعيش ضمن 23 بالمائة الأقل دخلا في العالم. ويساوي دخل هؤلاء 33 مرة أقل من دخل الأكثر يسرا في الجزائر و45,9 مرة أقل من دخل الأكثر يسرا في العالم.  

أما على مستوى شمال إفريقيا، فنجد تقارب كبير في مستوى الفوارق الاجتماعية بين الجزائر والمغرب، في حين تتعمق هذه الفوارق أكثر في تونس ومصر.