كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السعيد سعيود، خلال رده على أسئلة برلمانية، عن تقدّم فعلي في مسار التحول الرقمي لقطاع النقل، مؤكدًا أن هذه الخطوات تأتي تنفيذًا لالتزامات رئيس الجمهورية بترسيخ الخدمات الرقمية وتقليل الاعتماد على المعاملات النقدية. التصريحات جاءت مدعّمة بأرقام وإجراءات عملية تعكس تسارعًا في رقمنة النقل البري والحضري والسككي.
تجهيز شامل للمحطات البرية بالدفع الإلكتروني
أكد الوزير أن القطاع أنهى تجهيز 132 محطة برية بمنظومة الدفع الإلكتروني عبر أجهزة TPE، موضحًا أن 66 محطة من مجموع 74 محطة عبر الوطن أصبحت جاهزة للاستعمال الفعلي. هذه الخطوة، وفق سعيود، تهدف إلى تحسين نوعية الخدمة وتقليل الاكتظاظ وتسهيل المعاملات داخل المحطات، مع ضمان تسريع وتيرة الانتقال نحو خدمات رقمية بالكامل.
منصة “محطتي”: أول تطبيق رقمي رسمي للنقل البري
وأوضح الوزير أن شركة صوقرال طوّرت أول منصة رقمية للنقل البري تحت اسم “محطتي”. المنصة توفر للمواطن معلومات لحظية حول الرحلات، مواعيد الانطلاق، عدد المقاعد المتاحة، إضافة إلى خدمة التبليغ أثناء الرحلة عن أي سلوك قد يعرّض سلامة المسافرين للخطر. الوزير شدد على أن هذه المنصة تمثل نقلة نوعية في تسيير المحطات البرية عبر رقمنة المعلومات وخدمات التفاعل مع الزبائن.
شبابيك الخدمة الذاتية لتسهيل اقتناء التذاكر إلكترونيًا
وأشار سعيود إلى أن صوقرال دعّمت المحطات بشبابيك الخدمة الذاتية – bornes libre-service، التي تسمح بشراء التذاكر بواسطة البطاقات البنكية والبريدية دون اللجوء إلى الشبابيك التقليدية. هذه التقنية، حسب الوزير، تسهم في تخفيف الضغط على نقاط البيع، وتمكن المسافرين من الحصول على التذاكر بسرعة أكبر وبمرونة أعلى.
رقمنة النقل الحضري والسككي: منصات جديدة قيد التعميم
وكشف الوزير عن تقدم مشاريع رقمنة عدة مؤسسات كبرى:
شركة ايتوزا تحضّر لإطلاق منصة “أى-خدماتي ” للدفع الإلكتروني خلال السداسي الأول من 2026، بهدف تقليل تكاليف التنقل وتسريع الخدمات.
الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية شرعت منذ أكتوبر الماضي في استخدام منصتها الإلكترونية للحجز والدفع، ما يسمح للمسافرين بالولوج إلى الخدمة دون تنقل إلى المحطات.
مؤسسة سيترام سيترام أطلقت تطبيق “التوصيل”، الذي يتيح شراء تذاكر الترامواي إلكترونيًا مع إمكانية الدفع المباشر عبر أجهزة تي بي أو ، في خطوة لتحسين انسيابية حركة الركاب وتفادي الطوابير.
التذكرة الموحدة بايا موبيل : نحو منظومة نقل رقمية مترابطة
وفي سياق أكثر استراتيجية، أعلن سعيود أن المصالح المختصة تعمل على تجسيد مشروع “بايا موبيل ”، وهي تذكرة موحدة متعددة الأنماط تشمل المترو، الترامواي، النقل بالكوابل، السكك الحديدية، إضافة إلى النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر. الوزير وصف المشروع بأنه “لبنة أساسية” في بناء منظومة نقل حضرية رقمية مترابطة، تسمح للمواطن باستخدام وسائط نقل مختلفة عبر وسيلة دفع إلكترونية واحدة.
تصريحات الوزير السعيد سعيود تؤكد أن قطاع النقل يدخل مرحلة جديدة من الرقمنة عبر مشاريع ملموسة، تتوزع بين البنية التحتية للدفع الإلكتروني، التطبيقات الموجهة للمواطن، والمنصات المتخصصة بإدارة وتنظيم الحركة. ورغم هذا التقدم، يبقى الرهان الأكبر مرتبطًا بتسريع وتيرة التنفيذ وضمان تكامل هذه المنظومات في شبكة نقل موحدة وفعّالة.