شهدت أسواق النفط العالمية جلسة تداول إيجابية جديدة يوم الخميس 26 جوان 2025، حيث سجلت الأسعار مكاسب للجلسة الثانية على التوالي، مدفوعة بمؤشرات قوية تشير إلى زيادة الطلب العالمي وانحسار المخاوف من فائض الإمدادات.
وجاءت هذه المكاسب في أعقاب صدور بيانات دولية أظهرت تراجعًا في مخزونات النفط الخام فاق التوقعات، مما عزز الثقة في قوة الاستهلاك العالمي وساهم في دفع الأسعار نحو الأعلى.
كما كشفت أحدث الإحصاءات الدولية عن انخفاض ملحوظ في مخزونات النفط الخام خلال الأسبوع المنتهي في 20 جوان ، مما يشير إلى تحسن ديناميكيات العرض والطلب على مستوى عالمي.
ولم يقتصر التراجع على النفط الخام فحسب، بل امتد ليشمل منتجات أخرى حيوية مثل البنزين والمقطرات التي تضم الديزل ووقود التدفئة.
هذه الأرقام تشير بوضوح إلى تحسن الطلب العالمي، خاصة مع دخول موسم الصيف وذروة السفر التي تعزز استهلاك الوقود في الأسواق الرئيسية.
خام برنت يقود المكاسب السعرية
بحلول الساعة الثامنة والنصف صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، ارتفعت أسعار خام برنت القياسي لتسليم أغسطس بنسبة 0.30% لتصل إلى 67.88 دولارًا للبرميل، مما يعكس التفاؤل السوقي حول اتجاهات الطلب العالمي.
وتأتي هذه المكاسب لتعزز من الانتعاش الذي شهدته أسعار برنت يوم الأربعاء، حين ارتفع بنحو 1%، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي تكبدها في الجلسات الثلاث السابقة.
يُعتبر خام برنت المعيار الرئيسي لتسعير النفط عالميًا، ويُستخدم كمرجع لحوالي ثلثي إنتاج النفط العالمي، مما يجعل تحركاته مؤشرًا مهمًا على اتجاهات السوق العالمية.
تحليلات الخبراء تشير لاستقرار نسبي مرتقب
يرى الخبير الاقتصادي يوكي تاكاشيما من شركة نومورا للأوراق المالية أن "المشترين يفضلون إشارات قوة الطلب المنعكسة في تراجع المخزونات الأسبوعية العالمية"، لكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن "المستثمرين ما زالوا يتطلعون للوضوح حول وضع وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل".
ويتوقع تاكاشيما عودة خام برنت إلى نطاق 65-70 دولارًا، وهي مستوياته قبل اندلاع التوترات في الشرق الأوسط، مع تحول اهتمام السوق نحو مستويات إنتاج تحالف أوبك+.
من جانبهم، أكد محللون في بنك أى أن زاد أن تراجع التوترات الجيوسياسية أعاد تركيز السوق على العوامل الأساسية، مشيرين إلى أن مخزونات النفط الخام العالمية سجلت انخفاضًا ملحوظًا، مما يعكس قوة موسم الصيف وزيادة النشاط الاقتصادي العالمي.
على الصعيد السياسي، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالانتهاء السريع للصراع بين إيران وإسرائيل، معلنًا أن واشنطن ستسعى للحصول على التزام من طهران بإنهاء برنامجها النووي خلال محادثات مرتقبة الأسبوع المقبل.
وأوضح ترمب أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن سياسة الضغوط على إيران، بما يشمل القيود على صادرات النفط الإيرانية، لكنه لمح إلى إمكانية تخفيف تطبيق العقوبات لمساعدة البلاد في جهود إعادة الإعمار.