رفض عمال الميناء في مرسيليا-فوس تحميل شحنة عسكرية مكونة من 14 طناً من قطع غيار رشاشات كانت موجهة إلى إسرائيل، وذلك في إطار موقفهم المناهض للحرب في غزة.
وأعلنت نقابة العمال العامة (سي جي تي ) أمس أن الحاوية، التي تحتوي على 19 منصة من “الروابط” المعدنية المصنعة من قبل شركة "أورو لينكس" الفرنسية، تم تحديدها ووضعها جانباً بعد تلقي معلومات من شبكات داعمة للقضية الفلسطينية.
وأكدت النقابة أن هذه القطع تُستخدم لربط الذخيرة في الرشاشات وتُعتبر جزءاً من المعدات العسكرية الإسرائيلية.
صرّح كريستوف كلاريه، الأمين العام لنقابة عمال الموانئ في خليج فوس، لوكالة الأنباء الفرنسية (أى أف بي): “بمجرد أن يرفض العمال تحميل البضائع، لا يمكن لأحد أن يقوم بذلك بدلاً منهم”.
وأضاف أن بقية الحاويات المخصصة للسفينة ستُحمّل كالمعتاد، باستثناء الحاوية المعنية.
و شددت النقابة في بيانها على موقفها الرافض للمشاركة في “الإبادة الجماعية الجارية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي”، مؤكدة دعمها للسلام ومعارضتها لجميع الحروب.
وأثارت هذه الخطوة ردود فعل سياسية، حيث أشاد النائب مانويل بومبارد من حزب فرنسا الأبية بالعمال قائلاً: “المجد لعمال ميناء مرسيليا-فوس”، بينما دعا زعيم الحزب جان-لوك ميلانشون إلى “فرض حظر فوري على الأسلحة الموجهة للإبادة الجماعية”.
كما عبّر أوليفييه فاور، الأمين العام للحزب الاشتراكي، عن دعمه قائلاً: “الإنسانية ليست للبيع”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الشحنة كانت الثالثة من نوعها منذ بداية عام 2025، حيث تم إرسال شحنتين مماثلتين في أبريل ومايو، وفقاً لتحقيق أجرته وسائل إعلام فرنسية.
و يعكس هذا التحرك تصاعد الضغوط الشعبية والنقابية في فرنسا لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة.