أكد المدير العام لتطوير الصناعة بوزارة الصناعة، سعيد بن دريمية، أن قطاع الجلود في الجزائر يُعد من القطاعات الاستراتيجية المهمة، مشيرًا إلى أنه يشغل أكثر من 20 ألف عامل على المستوى الوطني، ويملك إمكانيات كبيرة للنمو وتثمين الموارد المحلية.
و أعلن بن دريمية، خلال استضافته على القناة الإذاعية الأولى، أن وزارة الصناعة أطلقت عملية وطنية لجمع جلود الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى، بهدف استرجاع هذه الثروة الحيوانية المكونة من الجلد والصوف واستغلالها في الدورة الاقتصادية.
وأوضح أن الوزارة أنشأت لجنة محلية على مستوى كل ولاية، يرأسها مدير الصناعة، تعمل على التنسيق مع مختلف المصالح المعنية لضمان السير الحسن للعملية، مؤكداً أهمية إشراك المواطن في هذا المسعى.
وفي هذا الإطار، وجّه بن دريمية نداءً إلى المواطنين دعاهم فيه إلى احترام ثلاثة مراحل للحفاظ على هذه الثروة من الجلود.
أولها سلخ الأضاحي بطريقة سليمة تحافظ على الجلد، بالإضافة إلى تمليحه مباشرة بعد السلخ، وتفادي الاستخدام المفرط للمياه، حتى لا يتعرض الجلد للتلف ويُصبح غير قابل للاسترجاع أو المعالجة.
كما شدد على ضرورة استخدام التطبيقين الرقميين “مريقل هيدورة” و”مستفيد”، واللذين يُسهلان على الجهات المختصة تحديد أماكن الجلود المجمعة واسترجاعها في أفضل الظروف.
وأضاف المتحدث أن هذه الجلود سيتم جمعها ونقلها إلى المدابغ لمعالجتها، ومن ثم توجيهها للاستغلال في المصانع الجزائرية، أو تصديرها نحو الخارج، مما يساهم في رفع القيمة الاقتصادية لهذه المادة الخام وتعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.
واختتم المدير العام لتطوير الصناعة حديثه بالتأكيد على أن السياسة الصناعية الجديدة المعتمدة من طرف الدولة تهدف إلى تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في مجال صناعة الجلود، بالنظر إلى إمكاناته الكبيرة في خلق مناصب شغل وتثمين ثروات محلية غالبًا ما تُهدر سنويًا.
ويُنتظر أن تُمثل هذه العملية، في حال تنفيذها بنجاح، خطوة عملية نحو إدماج المواطن في جهود التنمية الاقتصادية، من خلال سلوك بسيط لكنه فعّال، يربط بين الموروث الديني والوعي البيئي والاقتصادي.