B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

فرنسا والجزائر: شخصيات تدعو تبون وماكرون إلى استئناف الحوار

Par أسامة نجبب
17 أغسطس 2025
الرئيسان الجزائري والفرنسي.

في مواجهة التوترات المتزايدة بين فرنسا والجزائر، حثت شخصيات، من أكاديميين وفنانين وناشطين، اليوم الرئيسين تبون وماكرون على "الخروج من المأزق الدبلوماسي وإعادة بناء علاقة قائمة على الكرامة والذاكرة والمصلحة المشتركة".

نُشرت هذه الشخصيات رسالة مفتوحة عبر موقع ميديابارت Mediapart الإخباري وقعت عليها ما يقرب من أربعين شخصية فرنسية وجزائرية وفرنسية-جزائرية، تدعو الرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون إلى تهدئة التوترات الدبلوماسية. ويعبر الموقعون في الرسالة عن "قلقهم وخطورة" الوضع في ظل "مرحلة جديدة من التوترات وسوء الفهم والاحتقان" التي تميز العلاقة بين فرنسا والجزائر.

إمكانية عالية للتدهور

تأتي هذه الدعوة، التي تحملها شخصيات أكاديمية وفنية ومهنية وناشطة في المجتمع المدني، في وقت تجمّدت فيه الاتصالات بين المسؤولين الجزائريين والفرنسيين تقريبًا، واقتصرت على تبادل "مذكرات شفوية"، مع إمكانية تدهور العلاقات إلى حد القطيعة. ويغذي هذا الاتجاه بعض وسائل الإعلام وفاعلين سياسيين غير رسميين.

ومن بين الأحداث الأخيرة التي زادت من حدة التوترات: الهجوم العنصري الذي شنته الوزيرة السابقة ورئيسة لجنة دعم بوعلام صنصال، نويل لِنوار، متهمة "ملايين الجزائريين" بالاستعداد للقتل في المترو، أو الصفحة الأولى لمجلة "لو بوان" الأسبوعية، التي استعادت الصور النمطية القديمة عن منطقة القبائل في عهد "المكتب العربي" خلال فترة الاستعمار. وفي الجزائر، اتهمت بعض المقالات الصحفية المركز الثقافي الفرنسي بكونه "وكرًا للجواسيس"، مما أثار تكهنات حول إمكانية إغلاقه من قبل السلطات.

على الجانب الرسمي، تتعلق الأزمة الأخيرة بمسألة "الحقائب الدبلوماسية" التي أثارها برونو ريتايو، والتي اعتبرت الجزائر الحل المقترح من قبل وزارة الخارجية الفرنسية (Quai d’Orsay) غير مقبول.

في مواجهة هذا المناخ السلبي، يعتبر الموقعون الرئيسين، تبون وماكرون من "سلطتهما وواجبهما فتح مسار للخروج من الأزمة". ويؤكدون على "خطورة" المأزق الحالي، ولكن عبروا أيضًا عن "أملهم الصادق" في أن تسمح الإرادة السياسية المشتركة "ببناء مستقبل هادئ، قائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة".

وشددت الرسالة على ضرورة معالجة جروح الاستعمار والحرب بشجاعة، مع وضع الأجيال الشابة في قلب العلاقة الثنائية. "لا يمكن اختزال مستقبل العلاقات بين فرنسا والجزائر في حسابات انتخابية أو مواقف دبلوماسية عابرة" تقول الرسالة، مؤكدة أن هذه المسألة "تخص ملايين الأرواح" وتؤثر على صورة الدولتين.

الصمت ليس لا مبالاة... 

تؤكد الرسالة المفتوحة أن "صمت الشعوب ليس لا مبالاة"، بل يعبر عن "انزعاج عميق وقلق من تصاعد التوترات". ويأمل الجميع في عودة سريعة للتهدئة، وعلاقة قائمة على الثقة والكرامة والتضامن. ويعبر الموقعون عن أملهم في "استعادة الروح التي حركت رجال الدولة الذين عرفوا كيف يجدون الحلول المناسبة في أعقاب حرب وحشية".

من بين الموقعين الأوائل شخصيات أكاديمية معروفة مثل عيسى قادري، أستاذ جامعي؛ أحمد ماحيو، قانوني وعميد سابق لكلية الحقوق بالجزائر؛ المؤرخان آلان روسيو وجيل مانسيرون؛ وأليس شيركي، طبيبة نفسية ومحللة نفسية؛ وتود شيبارد، أستاذ في جامعة جونز هوبكنز.

من جانب المجتمع المدني، يمكن ذكر فريد ياكر (منتدى فرنسا-الجزائر)، لويزا فرحات (جمعية النساء البربريات الأوروبيات)، جاك براديل (جمعية "الأقدام السوداء" التقدميين وأصدقائهم)، بالإضافة إلى مجندين سابقين في الجزائر مثل ستانيسلاس هوتين وميشيل بيرتيليمي. كما يوجد إسما الناشط الجمعوي توفيق علال والمخرج أندريه غازوت من بين الموقعين أيضًا.