B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

في الملتقى الدولي حول الارهاب: شنقريحة يثير ضمنيا قضية لامين بلغيث

Par م. إيوانوغن
7 مايو 2025
في الملتقى الدولي حول الارهاب: شنقريحة يثير ضمنيا قضية لامين بلغيث

تطرق الوزير المنتدب للدفاع الوطني، سعيد شنقريحة، اليوم ضمنيا، لقضية المؤرخ محمد لامين بلغيث، وذلك في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولي حول الإرهاب الذي يحتضنه نادي الجيش ببني مسوس

من بين ما جاء في كلمة شنقريحة بالمناسبة "يجدر التذكير أن الجزائر أدركت مبكراً، خطورة الإرهاب الهمجي والتطرف الظلامي، الذي هدد أركان الدولة الوطنية، ونظامها الجمهوري، وباتت الأقدر على فهم هذا الخطر الدخيل، بحكم معاناتها من ويلاته، فاستطاعت بفضل تمسك الشعب بوطنه، والتفافه حول مؤسساته وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي، من إفشال هذه المخططات الخبيثة، التي استهدفت الدولة ووحدة المجتمع وهويته الأزلية".

هل هو الرد على مؤيدي لامين بلغيث

هذه الإشارة الضمنية لقائد أركان الجيش والوزير المنتدب للدفاع الوطني، تفند تعاليق العديد من المدافعين عن بلغيث، الموجود حاليا رهن الحبس المؤقت، التي إعتبرت تقرير التلفزيون الجزائري الذي مهد لاعتقال الرجل، هو فعل معزول لا يعبر عن الموقف الرسمي للدولة الجزائرية من القضية.

وحاولت العديد من الشخصيات السياسية والأحزاب التقليل من حجم القضية وإعطائها بعد النقاش الحر والعلمي الذي لا ينبغي أن يصل إلى المحاكم، داعية الرئيس عبد المجيد تبون للتدخل في القضية والافراج عن لامين بلغيث. من بين الوجوه التي توجهت للرئيس تبون مباشرة، نجد رئيس حركة البناء عبد القادر بن قرينة، الوزير الأسبق للثقافة، محي الدين عميمور... لكن أهم رسالة في هذا الإطار هي تلك التي وقعها عشرات أساتذة التاريخ من مختلف جامعات الوطن.

الغريب أن كل هذه الوجوه لم يسبق لها أن دعت إلى إطلاق سراح أي جزائري توبع بسبب نشاطه أو آرائه في وسائل الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي، طيلة السنوات الماضية وتركت المبادرة لمنظمات دولية سرعان ما تعاملت معها السلطات الجزائرية على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وكانت الأطراف السياسية التي تنادي بحرية محمد لامين بلغيث في التعبير عن رأيه إتجاه الهوية الأمازيغية، في مقدمة الحملات التي تتهم كل من يطالب بإطلاق سراح معتقلي الرأي ب “العمالة للخارج"...

إنكار الأمازيغية وتخوين العاملين في مجالها: رأي أم جريمة؟

في الفاتح ماي الجاري، تم تداول مقطع فيديو على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه المؤرخ محمد الأمين بلغيث خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، حيث صرح بأن "لا يوجد شيئ  إسمه الثقافة الأمازيغية" وتقاطعه المنشطة "أنت تنكر ثقافة شعب بأكمله...." ويواصل بلغيث في كرحه "الثقافة الأمازيغية مشروع صهيوني فرنسي"... هذه العبارة أثارت سخطا واسع النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد لامين بلغيث، وكان وجوه المنتمية للنخب المعربة السباقة للرد على كلام الرجل، منهم الشاعر عادل صياد والكاتب الصحفي أحميدة عياشي. فيما أصدر سيناتور جانت بيانا تنديديا بهذه التصريحات تلاه بيان من المحافظة السامية للأمازيغية

في اليوم الموالي (02 ماي) فاجأ التلفزيون الجزائري الجمهور بتقرير في نشرته الثامنة، يدين تصريحات الأستاذ الجامعي الذي يفترض أنه كون أجيالا من الطلبة في مجال التاريخ، ويصفه ب"تاجر التاريخ". ووجه تقرير التلفزيون أصابع الاتهام لدولة الامارات العربية المتحدة، بإعتبارالحصة التي تدخل فيها لامين بلغيث، أعدها مكتب الشرق الأوسط لقناة سكاي نيوز الكائن بالامارات.

الامارات العربية المتحدة في قفص الاتهام

ويوم 03 ماي، إختفت مظاهر الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة عن الواجهة فاسحة المجال للجدال بين من أيدوا ما قاله لامين بلغيث وإعتبروه "رأي علمي" وبين من صنفوه في خانة التحريض على الكراهية الذي يعاقب عليه القانون. ونزل في مساء نفس اليوم بيان نيابة الجمهورية، معلنا إيداع صاحب التصريح الحبس المؤقت، وأعلن كذلك متابعته بجناية "القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية" وجنحتي "الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية و"نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر وسائل الاعلام والاتصال". قرار أيدته رئيسة حزب العمال، لويزة حنون، معتبرة ما صدر عن بلغيث "جريمة" وجددت دعوتها لاسترجاع كافة المؤسسات الوطنية التي تم التنازل عنها لشركات إماراتية أو دخلت فيها هذه الأخيرة كشريكة. كما جددت لويزة في خضم هذه الأحداث، دعوتها لخروج الجزائر من الجامعة العربية، بإعتبارها تقود حاليا سياسة التطبيع مع إسرائيل.