وجّه محسن بلعباس، الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي)، انتقادات لاذعة للسياسة النقدية المعتمدة في الجزائر، خاصة ما يتعلق بمنحة السفر السياحية التي أقرّتها بنك الجزائر بقيمة 750 يورو سنوياً، معتبراً إياها “مجرد صدقة بالتقطير” لا ترقى إلى مستوى الحق للمواطن.
وفي منشور نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وصف بلعباس هذه الخطوة بـ”الإجراء القائم على منطق التقييد والريبة”، مشيراً إلى أن القرار لا يُمثل انفتاحاً اقتصادياً حقيقياً، بل يعكس استمرار السلطة في التحكم في الوصول إلى العملة الصعبة بطريقة بيروقراطية خانقة.
وأشار بلعباس إلى أن هذه المنحة، التي جاءت بعد أكثر من ربع قرن من التجميد، لا تلغي الطابع التعسفي في منحها، خاصة أنها مرتبطة بشروط معقدة وإجراءات مرهقة، تجعل من المواطن في وضعية “استجداء” للحصول على حق بسيط من حقوقه.
وأكد أن الدينار الجزائري يعاني من “إهانة مزدوجة”: أولاً بسبب ضعفه البنيوي أمام العملات الأجنبية، وثانياً بفعل سياسات الدولة التي تعيد إنتاج السوق الموازية كمحدد فعلي لقيمة العملة، خاصة في ظل استمرار هيمنة السوق السوداء، مثل تلك النشطة في ساحة بور سعيد بالعاصمة.
وتساءل بلعباس في منشوره: “ما الذي تنوي السلطات تنظيمه فعلاً؟ هل هي العملة؟ أم المواطن؟”، مضيفاً أن ما يتم تحت مسمى “التنظيم” هو في الحقيقة إدارة لواقع الندرة، وليس سياسة نقدية حقيقية، على حد تعبيره.
وفي ختام تدوينته، شدد بلعباس على أن مشكلة الجزائر لا تكمن في قيمة المنحة، بل في كون شراء العملة الصعبة لا يزال امتيازاً يُمنح بشروط، وليس حقاً مكفولاً للمواطن، ما يُرسخ – حسبه – صورة المواطن كمشتبه فيه دائم، والدينار كعملة فاقدة لثقة أصحابها قبل غيرهم.