يشهد ميناء مستغانم تحوّلاً اقتصادياً لافتاً مع تقدّم أشغال إنجاز المنصة الكبرى لتخزين الحاويات، في مشروع يُعد أكبر استثمار في تاريخ الميناء منذ عقود، ويُراهن عليه لإحداث نقلة نوعية في قدرته الاستيعابية وحضوره التجاري على مستوى غرب المتوسط.
المنصة الجديدة ستُمكّن الميناء من استقبال حجم أكبر من الحاويات وتُقلّص آجال المعالجة والتفريغ، ما يرفع من مردوديته التشغيلية ويزيد من جاذبيته أمام شركات النقل البحري والمستثمرين في مجال الشحن والخدمات اللوجستية. هذا التطور يعزّز موقع مستغانم كمحطة تبادل تجاري قادرة على منافسة موانئ إقليمية أكبر.
وتواكب هذه الطفرة الاستثمارية مؤشرات مالية وتجارية إيجابية تسجّل نمواً متواصلاً في حجم النشاط والمعاملات، تعكس ارتفاع الطلب على خدمات الميناء وتحسّن مستوى الاستغلال التجاري للبنى التحتية الحالية، في ظل تشغيل مستمر 24/24 ساعة يضمن تدفق العمليات دون انقطاع.
اقتصادياً، يُرتقب أن يساهم المشروع في خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، وتحفيز الأنشطة المرافقة كالنقل البري والتخزين والخدمات الجمركية، فضلاً عن دعم تموين السوق الوطنية وتحسين تنافسية الصادرات نحو الضفة المتوسطية وأوروبا الغربية.
وبوضع هذه المنصة حيّز الخدمة المرتقب قريباً، يُتوقّع أن يتحوّل ميناء مستغانم من ميناء جهوي تقليدي إلى محور لوجستي فعّال ذي وزن اقتصادي متصاعد في منظومة التجارة البحرية الجزائرية.
