B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

هذه أسباب ندرة الموز وغلائه

Par Maghreb Émergent
17 مارس 2025
هذه أسباب ندرة الموز وغلائه

تطورت أزمة الموز بسرعة، وإنتقلت من غلاء أسعارها إلى إختفاء هذه الفاكهة الاستوائية من السوق الجزائرية بصفة شبه كلية. ما أسباب هذه الوضعية 

  واش حبيت تدخلني الحبس" عبارة نسمعها على لسان أي تاجر نسأله إن كان لديه فاكهة الموز. في إتصلت "مغرب إميرجنت " بعدد المستوردين الجزائريين المتوفرة أرقامهم الهاتفية على شبكة الأنترنيت، والجواب واحد "خلاص حبسنا الاستيراد قاع رانا نخدمو غير التصدير ".

كل شيئ إنطلق من إرتفاع تدريجي للأسعار. من حوالي 300 إلى 400 دينار إنتقلت إلى 500 و600 دينار ثم بلغت 700 و800 دينار... في ظرف أسبوع. السلطات كعادتها لجأت إلى الحل الأمني فأقدمت على حجز كميات كثيرة ممن الموز في عدة مناطق. الأمر الذي دفع إتحاد التجار والحرفيين لإصدار بيان يدافع فيه عن التجار الصغار وتجار الجملة والوسطاء، محملا مسؤولية ارتفاع الأسعار للمستوردين. وفي زخم الأحداث والبيانات تنقل مدير عام الجمارك بنفسه رفقة المدير العام للأمن الوطني إلى عنابة لمتابعة عملية حجز 34 حاوية من الموز مكدسة في الميناء لغرض المضاربة، حسب الرواية المتداولة.

وعلمت "مغرب إميرجنت" في المقابل أن تلك الكمية لم تكن مكدسة لغرض المضاربة، بل تم حجزها من قبل أعوان الجمارك بسبب التصريحات الكاذبة لصاحبها، وهو مستورد من العاصمة يكون قد حول سلعته إلى عنابة بغرض الإفلات من المراقبة

وقدرت مصالح الجمارك كمية الموز المحملة في تلك الحاويات ب800 ألف كيلوغرام، أي 8000 طن. ما يمثل حوالي 30 بالمائة مما تستورده الجزائر من الموز شهريا إذا إعتمدنا الأرقام المتوفرة عن واردات الجزائر من هذه مادة سنة 2023 (الجزائر إستوردت 320 ألف طن) كمعدل سنوي. وهذا يعني أن الكمية المحجوزة في عنابة كفيلة بخلق أزمة تموين السوق الوطنية بفاكهة الموز ومن ثمة التأثير على الأسعار.

هناك عامل آخر يكون قد لعب دورا في هذه الأزمة كذلك. في الصائفة الماضية نقلت مختلف وسائل الاعلام الوطنية خبر ارتفاع كمية الموز الذي تستورده الجزائر من الايكواتور بنسبة 34 بالمائة. وساهمت الجزائر بذلك إلى جانب العديد من الدول في تحسين صادرات هذا البلد الأمريكي اللاتيني، التي تضررت كثيرا بفعل تراجع صادراتها لروسيا. ومع ذلك بقيت صادرات الاكواتور في تراجع بسبب الظروف المناخية.

حدث هذا في شهر أوت الماضي، لكن ئ شهر جانفي من العام الجاري إنقلبت الأوضاع وتحول ارتفاع واردت الجزائر من الموز الايكواتوري إلى توقف شبه كلي. ونقرأ في تقرير لمنظمة التجارة وتصدير الموز الاكواتورية   "أكوربانيك" أنه   " عكس السياسات التجارية التي ساعدت صادرات الاكواتور في الدول الأسيوية... فإن العلاقات السياسية مع الجزائر أدت إلى خسارة كبيرة على مستوى هذه السوق" وقدرت المنظمة الكمية التي "توقفت" عملية تصديرها نحو الجزائر ب",38  1  مليون صندوق". وبمعدل 18 كلغ للصندوق (المعدل المعمول به لدى المستوردين) سنجد الكمية الاجمالية لهذه الخسارة تقدر ب24840 طن، أي تقريبا نفس الكمية التي تستوردها الجزائر شهريا.   

ويضيف تقرير "أكوربانيك" أن السوق الجزائرية تمثل 70 بالمائة من صادرات الاكواتور لإفريقيا، وعليه خسرت بلادها "60 بالمائة من صادراتها نحو إفريقيا" بتوقف صادراتها نحو الجزائر، مشيرة أن "الجزائر قررت التوجه نحو الأسواق الافريقية" لتموين سوقها بمادة الموز.

م. إيوانوغن