بدأ سكان شمال مالي يشعرون بتداعيات التطور الحاصل في الأزمة بين نظام بماكو والجزائر، عقب إسقاط طائرة "درون" من قبل قوات الدفاع الجوي الجزائرية.
وعلمت "مغرب إميرجنت" من مصادر محلية أن الجزائر عززت إجراءاتها الأمنية على الحدود، ونتج عن ذلك شبه إنقطاع عملية تموين السكان المحليين بمختلف السلع. وأدى هذا الانقطاع بدوره إلى ارتفاع الأسعار، خاصة المواد الغذائية.
وبالنسبة لمصادر "مغرب إميرجنت" التوارق "متعودون على مثل هذه الوضعيات، لكن الوضعية في المناطق البعيدة كغاو وتمبوكتو تثير القلق، حيث بلغ سعر لتر البنزين هناك 4000 فرنك إفريقي (سيافا) أمس".
هذه الوضعية راجعة للتعزيزات الأمنية على الحدود البرية، بينما الأزمة الديبلوماسية وغلق المجال الجوي "ليس له أي تأثير على السكان" تضيف نفس المصادر، متوقعة أن "يتأزم الوضع أكثر كون الطغمة الحاكمة في مالي تستغل الأزمة لالهاء السكان في الداخل وتجنيد الجماهير وراءها، ناسين المشاكل الحقيقية التي يعيشونها".
من جانب النيجر كذلك، أكدت مصادر محلية ل"مغرب إميرجنت" أن غلق المجال الجوي أمام مالي والأزمة الديبلوماسية الحاصلة بين الجزائر وتحالف دول الساحل لا تأثير له على السكان. لكن نفس المصادر متخوفة من غلق الحدود البرية من قبل الجزائر، لأن ذلك سيؤدي إلى تعطل آليى التموين بمختلف السلع خاصة المواد الغذائية.
قرية أساماكا مثلا، التي تبعد بحوالي 27 كلم عن إن غزام، تحولت في السنوات الأخيرة إلى مدينة تجارية، علما أن الجزائر إتخذت عدة إجراءات لتشجيع تجارتها الخارجية مع جيرانها في العمق الافريقي. "ليست لنا أي مشاكل مع الجزائر" يقول مصدرنا في أغاديس "لكن إذا إضطرت النيجر لتطبيق الاتفاقات التي تربطها بمالي في إطار تحالف دول الساحل فحتما ستغلق هي الأخرى مجالها الجوي عن الجزائر وستعرف العلاقات ببين البلدين تصعيدا قد يدفع الجزائر لغلق حدودها البرية. وهنا سيصبح تأثير الأزمة مباشر علينا".
ويضيف نفس المصدر "نحن نستورد من الجزائر كل شيئ، العجائن الغذائية وبذور البصل والبطاطا ومواد البناء... التمور وبذور البصل الجزائرية تصل إلى غاية نيجيريا، بل الكمية الأكبر من التمور والاسمنت المستورد من الجزائر تتجه إلى نيجيريا. وفي المقابل تسمح الجزائر بدخول منتوجاتنا إلى الجزائر، خاصة مواد التجميل، كالحناء وبعض المراهم".
م. إيوانوغن
