B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

وزارة العدل : الجنسية الجزائرية باتت إلكترونية للجالية في الخارج

Par إبراهيم غانم
15 يوليو 2025
الجالية الجزائرية في المهجر.

تُعد الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج من أكبر جاليات بلدان شمال أفريقيا انتشارًا حول العالم. ومع ملايين الجزائريين الذين يعيشون خارج حدود الوطن، أولت السلطات اهتمامًا متزايدًا لتسهيل حصولهم على الوثائق والخدمات الإدارية عن بُعد.

وأعلنت وزارة العدل اليوم، أنه بإمكان أفراد الجالية الوطنية المقيمين في الخارج استخراج شهادة الجنسية الجزائرية الخاصة بهم إلكترونيًا من خلال أقرب سفارة أو قنصلية، دون الحاجة للعودة إلى أرض الوطن.

يأتي هذا الإجراء في إطار تبسيط الخدمات وتوسيعها لفائدة المواطنين المغتربين، بما يعكس أهمية حجم هذه الجالية.

الانتشار العالمي للجالية الجزائرية

وفق تقديرات حديثة، يبلغ عدد الجزائريين المقيمين في الخارج ما بين 6 و7 ملايين شخص منتشرون عبر قارات العالم .

تعتبر فرنسا الوجهة الأولى والرئيسية حيث تستأثر وحدها بما يتراوح بين نصف إلى ثلثي هذا العدد (تقديرات بين 3 و4 ملايين من ذوي الأصول الجزائرية في فرنسا) .

أما بقية أفراد الجالية فيتوزعون على دول عديدة أبرزها في أوروبا وأمريكا الشمالية. فعلى سبيل المثال، يُقدّر تعداد الجالية في كندا بحوالي 120 ألف شخص، وفي إسبانيا بنحو 70 ألفًا، إضافة إلى عشرات الآلاف في دول أوروبية أخرى مثل بلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة .

كما توجد مجتمعات جزائرية أصغر حجمًا في الولايات المتحدة ودول عربية وأفريقية مختلفة، لكنها تبقى محدودة مقارنةً بالجالية في فرنسا وأوروبا الغربية.

هذا الانتشار الواسع هو نتاج موجات هجرة متتالية عبر العقود الماضية.

فمنذ منتصف القرن العشرين تسارعت هجرة الجزائريين إلى الخارج بحثًا عن فرص اقتصادية أو تعليمية أو هربًا من الاضطرابات السياسية.

وشكّلت فرنسا الوجهة الأبرز تاريخيًا نظرًا للعلاقات الوثيقة إبّان الحقبة الاستعمارية وما تلاها.

كما استقطبت دول أوروبية وأمريكية أخرى عددًا متزايدًا من المهاجرين الجزائريين خلال العقود الأخيرة، ما ساهم في تشكّل شبكة عالمية من الكفاءات والعمالة والمنظمات الجزائرية حول العالم.


الجالية الجزائرية في فرنسا

تُعتبر فرنسا موطنًا لأكبر تجمع للسكان من أصل جزائري خارج الجزائر.

بنهاية عام 2024، قُدّر عدد الجزائريين حاملي الجنسية الجزائرية والمقيمين في فرنسا بصفة قانونية بحوالي 650 ألف شخص .

هذا الرقم يشمل فقط من يحملون وثائق إقامة سارية المفعول في فرنسا، ويجعل من الجزائريين أكبر جالية أجنبية من حيث عدد المقيمين الحاصلين على تصاريح إقامة رسمية في فرنسا .

وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء في فرنسا (INSEE)، يمثل الجزائريون حوالي 12.2% من إجمالي عدد المهاجرين في فرنسا البالغ نحو 7.3 مليون مهاجر (إحصاءات 2023) .

وبذلك تتقدم الجالية الجزائرية على الجاليات الأجنبية الأخرى لتكون الأكبر عددًا في المشهد الديمغرافي للمهاجرين بفرنسا .

من المهم الإشارة إلى أن الأرقام الرسمية الفرنسية تحتسب عادةً المولودين في الجزائر المقيمين في فرنسا (بمن فيهم من حصل على الجنسية الفرنسية لاحقًا)، وهو ما قدّر بحوالي 890 ألف شخص في سنة 2023 .

هذا الرقم لا يشمل أبناء الجيل الثاني والثالث المولودين في فرنسا من أصول جزائرية.

ولو أُخذ هؤلاء في الاعتبار، يرتفع الحجم الكلي للسكان ذوي الأصل الجزائري في فرنسا إلى عدة ملايين وفق تقديرات مختلفة.

ففي عام 2008 مثلًا قدّرت INSEE عدد المهاجرين الجزائريين وأبنائهم في فرنسا بحوالي 1.7 مليون ، بينما تشير تقديرات غير رسمية أحدث إلى نطاق أوسع يتراوح بين 1.5 مليون حتى 4 ملايين شخص من أصول جزائرية في فرنسا عام 2012 .

بل إن بعض التصريحات الرسمية الجزائرية ذهبت إلى القول بأن العدد يفوق 6 ملايين جزائري يعيشون في فرنسا إذا احتُسب كل من له أصول جزائرية هناك .

ورغم التباين الكبير في هذه التقديرات، يتفق الجميع على أن الجالية الجزائرية تشكل جزءًا معتبرًا من مجتمع المهجر في فرنسا.

وتزايدت الهجرة خلال الستينيات والسبعينيات مستفيدةً من الطفرة الاقتصادية في أوروبا التي استدعت استقدام عمالة من شمال أفريقيا .

كما أن اتفاقيات ثنائية خاصة (مثل اتفاقية 1968 بين الجزائر وفرنسا) منحت الجزائريين امتيازات في الإقامة والعمل بفرنسا على مدى عقود، وسهّلت لمّ الشمل الأسري مما عزز استمرار الهجرة الأسرية .

نتيجةً لذلك ترسّخ الوجود الجزائري في فرنسا عبر الأجيال، حيث حصل الكثيرون على الجنسية الفرنسية وأصبحوا جزءًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي هناك.

في عام 2023 مثلًا، كان حوالي 34% من مجمل المهاجرين في فرنسا قد اكتسبوا الجنسية الفرنسية ، ومن بينهم عدد كبير من أصول جزائرية، مما يقلل ظهورهم في إحصاءات “الأجانب” رغم بقائهم ضمن إحصاءات المهاجرين.

تسهيلات حكومية للجالية في الخارج

تأتي خدمة استخراج شهادة الجنسية الجزائرية عن بُعد أهم قرار يرمي إلى تخفيف معاناة الدالية الجزائرية بعد قرار تمكين المهاجرين غير النظاميين من جواز سفر .

فاعتبارًا من جويلية 2025، بات بوسع الجزائريين المقيمين بالخارج التقدم عبر أقرب بعثة دبلوماسية أو قنصلية للحصول على شهادة جنسيتهم موقّعة إلكترونيًا دون تكبّد عناء السفر إلى الجزائر .

وتُعد شهادة الجنسية وثيقة أساسية لإثبات الانتماء الوطني واستكمال معاملاتهم الإدارية والقانونية، لذا فإن توفيرها إلكترونيًا عبر السفارات والقنصليات يخفف العبء عن أفراد الجالية ويسهل إنجاز معاملاتهم عن بعد.

وقد سبق رقمنة بعض الوثائق الإدارية وإطلاق بوابات إلكترونية مخصصة للجالية، فضلًا عن إنشاء مجلس للجالية الجزائرية بالخارج بهدف إشراك الكفاءات الجزائرية المغتربة في خطط التنمية الوطنية .

في حين لا تزال معاناة عدد من نشطاء الحراك في الخارج من أفراد الجالية متخوفون من العودة للوطن، بعدما اعتقال عدد منهم في المطار والزج بهم في السجون، مثلما حدث مع العديد منهم.