B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

وسط هجرة جماعية : 7 ألاف طبيب يدخلون في إضراب مفتوح في تونس

Par إبراهيم غانم
1 يوليو 2025

في مشهد يعكس عمق الأزمة داخل القطاع الصحي، تجمع مئات الأطباء الشبان مساء الثلاثاء 1 جويلية 2025 أمام المسرح البلدي بالعاصمة التونسية، في وقفة احتجاجية صاخبة، ردًا على ما اعتبروه “سياسات قسرية” من وزارة الصحة تهدد مستقبلهم الأكاديمي والمِهني.

حيث قرر 7 ألاف طبيب شاب مقاطعة العمل والمؤسسات الصحية في اضراب مفتوح.

وجاءت الوقفة بدعوة من المنظمة التونسية للأطباء الشبان، بعد صدور قرار يلزم الأطباء المقيمين بالبقاء في مراكز تعيينهم، وهو ما وصفته المنظمة بأنه “مخالفة صريحة للقوانين المنظمة للدراسات الطبية”، وامتداد لمحاولات ممنهجة لتهميشهم وتقييد حركتهم داخل مؤسسات التكوين الطبي.

شعارات تصدح بالغضب

المحتجون رفعوا لافتات وشعارات لافتة تترجم احتقانًا متراكمًا: “يا طبيب يا ضحية، إيجا شارك في القضية”، “صحة، حرية، كرامة وطنية”، في مشهد يؤكد أن القضية لم تعد مطلبية فحسب، بل تتخذ طابعًا وجوديًا يتعلق بمصير جيل كامل من الأطباء في تونس.

من التفاوض إلى التهديد القضائي؟

المنظمة ندّدت أيضًا بما وصفته بـ”الخطاب التهديدي” الصادر عن وزير الشؤون الاجتماعية خلال آخر جلسة تفاوض بتاريخ 30 جوان ، حيث لوّح، حسب قولها، بإمكانية تتبع قيادات المنظمة قضائيًا في حال واصلوا تحركاتهم، مما زاد من حدة التوتر وفتح الباب أمام تصعيد غير محسوب العواقب.

أزمة صحية أم أزمة إدارة؟

بحسب مراقبين، فإن الأزمة الحالية تتجاوز مجرد خلاف نقابي، لتسلّط الضوء على اختلالات أعمق في علاقة الدولة بالكفاءات الطبية الشابة، خاصة في ظل تزايد موجات الهجرة، والتي باتت خيارًا قسريًا أكثر منه اختيارًا مهنيًا.

جمعية “تقاطع من أجل الحقوق والحريات” عبّرت عن قلقها مما سمّته “انزلاق السلطة إلى أساليب الترهيب”، معتبرة أن ما يجري هو “تجريم للعمل النقابي وتفريط ممنهج في ثروة البلاد البشرية”. كما دعت إلى وقف فوري للإجراءات العقابية بحق الأطباء الشبان، وفتح حوار جدي يعيد الثقة المفقودة.

في الوقت الذي تتمسك فيه وزارة الصحة بموقفها، يزداد شعور الأطباء الشبان بالعزلة وفقدان الأمل، وسط نظام تأجير منهك، وساعات عمل مجهدة، وغياب أفق واضح للإصلاح.