توفي الصحفي نوردين عزوز اليوم، الثلاثاء 20 ماي 2025، عن عمر ناهز 65 سنة، بمستشفى الرويبة، شرق العاصمة.
الفقيد تعرض لنزيف حاد في المعدة أدخله المستشفى منذ فترة. وبينما كانت زملاؤه يترقبون عودته، بعدما كانت الأخبار مطمئنة عن صحته، إثر خضوعه لعملية جراحية. غير أن عدوى حادة أصابت رئتيه يوم السبت، أدت إلى تدهور سريع لصحته مجددا ولم يصمد أمامها.
ولد نوردين عزوز بمدينة وهران، وبدأ مسيرته الصحفية في الجزائر العاصمة مطلع تسعينيات القرن الماضي، تزامنًا مع انفتاح نادر على حرية الصحافة في الجزائر. سرعان ما فرض نفسه بأسلوبه الحاد، وفضوله الذي لا يهدأ، ودقته الهادئة. وترك بصمته في قاعات تحرير مثل "لاناسيون" و"لاتريبين"، وهما منبران كانا رمزين للتعددية الناشئة حينها. كان نور الدين صحفيًا شاملاً، ينتقل بسلاسة من السياسي إلى الاقتصادي، ومن الثقافي إلى الأدبي، بنفس الحرص والاحترام للقارئ.
رفيق درب وبوصلة
في "مغرب إميرجنت"، لا نفقد زميلًا فحسب، بل نفقد صديقًا مقربًا، ومرجعًا، وبوصلة مهنية. كان نوردين عزوز من الجيل الذي عبر العواصف دون أن يساوم على جوهر المهنة: الحرية، النزاهة الفكرية، وكرامة الصحفي. كتاباته، دائمًا متّزنة، حملت صوتًا صادقًا، دون مجاملة أو صراخ زائد
أدار لسنوات طويلة جريدة "روبورتير"، وهي صحيفة يومية عامة ساندت حراك 2019. كما أشرف لأكثر من عشرين عامًا على مجلة غرفة التجارة الجزائرية-الفرنسية، حيث نجح في بناء جسور بين ضفتي المتوسط.
ساهم أيضًا في وسائل إعلام دولية مثل موقع "ميدل أست أي" و"توالى أنفو"، ناقلاً نظرة دقيقة ونافذة على الشأن الجزائري والإقليمي، بأسلوبه المعروف: فكر واضح، لغة رزينة، وهمّ دائم بالحقيقة.
ضمير مهني لا يساوم
لم يساوم نوردين يومًا على مبادئه. كان مدافعًا مخلصًا عن حرية الصحافة، وشارك في كل المعارك من أجل الحقوق الأساسية، موقعًا على الافتتاحيات والنداءات والعرائض بنفس الثبات.
ترك وراءه نصوصًا، نضالات، واحترامًا عميقًا من كل من عرفه أو عمل معه. رحيله يترك فراغًا رهيبا، وهو للكثيرين أخ في القلم والفكر. نوردين عزوز لم يكن مجرد صحفي محترم، بل كان ضميرًا حيًا بيننا.