كشف تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي في سبتمبر 2024 عن معطيات مثيرة بشأن سياسة فرنسا في منح تأشيرات شنغن، حيث أظهرت الأرقام أن 34.8% من طلبات الجزائريين للحصول على تأشيرات فرنسية قد رُفضت خلال العام نفسه، وهو أعلى معدل رفض مقارنة بجميع الدول المتقدمة بطلبات.
ويشير التقرير إلى أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في عدد التأشيرات الممنوحة بعد الصين والمغرب، إذ بلغ عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين 250,095 تأشيرة من أصل 383,680 طلباً، بينما تم رفض 133,548 طلباً. ويعد هذا المعدل ضعف المتوسط الفرنسي العام البالغ 16.8% فقط.
الجزائر تونس والمغرب ضمن العشرة المستفيدين
في المقابل، تصدرت الصين قائمة المستفيدين بـ 562,505 تأشيرة، تليها المغرب بـ 283,023 تأشيرة. وتظهر البيانات أن دول المغرب العربي الثلاث (المغرب، الجزائر، تونس) كانت ضمن المراتب العشر الأولى في عدد التأشيرات الصادرة، مع تركيز ملحوظ على تأشيرات الإقامة الطويلة.
وأوضح التقرير أن معالجة طلبات الجزائريين أكثر صرامة من تلك الخاصة بجيرانهم، رغم أن الطلبات تشهد ارتفاعاً مطرداً منذ عام 2021 بعد انحسار أزمة كوفيد-19. فقد نمت طلبات التأشيرة بنسبة 289% خلال خمس سنوات، لكنها لا تزال أقل من مستويات 2019.
من جانب آخر، كشف التقرير أن شركة “كاباغو”، المكلفة بجمع ملفات الطلبات، تعتزم فتح مراكز جديدة في الجزائر لتعزيز قدرات الاستقبال، فيما وقّعت السفارة الفرنسية بالجزائر والقنصلية في وهران 141 اتفاقية شراكة مع مؤسسات محلية لتسهيل الإجراءات.
ويخلص التقرير إلى أن فرنسا، رغم كونها الوجهة الأوروبية الأكثر استقطاباً، لا تزال تواجه انتقادات حول عدم توازن سياساتها القنصلية تجاه دول جنوب المتوسط، وعلى رأسها الجزائر.
