B E R H G A M

T N E G R E M E

أحدث الأخبار

حين يُحقق الأورو الأحلام ويحفظ الدينار الذكريات: الدينار يغرق ومنحة 750 أورو لا تزال مفقودة!

Par MAGHREB ÉMERGENT
25 أبريل 2025
حين يُحقق الأورو الأحلام ويحفظ الدينار الذكريات: الدينار يغرق ومنحة 750 أورو لا تزال مفقودة!

في بلدي الحبيب ، ليست العملات وحدها من تفقد قيمتها،

حتى الوعود الرسمية تخضع للتضخم والانكماش!

دينار يغرق بلا قارب نجاة، ومنحة سياحية لا تصل إلا في الأحلام،

ومواطن ينتظر… ينتظر… حتى يصبح الانتظار نفسه منحة وطنية!

في زمن ترتفع فيه العملات كالصواريخ،

قرر الدينار الجزائري أن يسلك طريقاً آخر:

السقوط الحر!

اليوم، تجاوز سعر الأورو حاجز 260 ديناراً،

وأصبح الدينار ضيفاً دائماً في قاع التصنيفات المالية،

حتى صار المواطن الجزائري يحسب أحلامه بالأورو… لا بالدينار.

الأسواق تغلي، العملة تتهاوى،

والمسؤولون كالعادة يطمئنوننا بتصريحات ملؤها الثقة:

“الوضع تحت السيطرة”،

“اقتصادنا مقاوم للصدمات”،

“الدينار بخير، لا تصدقوا السوق الموازية”.

ومع هذه الوعود، التي أشكرهم عليها،

جاءت حكاية أخرى لا تقل سخرية:

المنحة السياحية (750 أورو).

منحة أُعلن عنها بكل حماسة في 9 ديسمبر 2024،

وبُشّر بها المواطنون وكأنها جائزة وطنية لتعويض كل الأزمات.

وزير المالية، كسابقيه كريمٌ بالوعود،

حدد لنا ثلاثة مواعيد لدخول المنحة حيز التطبيق، اتمنى ان لا تكون هناك رابعة وخامسة..

وكل موعد كان ينتهي إلى… موعد آخر.

وكأن المنحة ليست 750 أورو، بل رحلة إلى المريخ تحتاج سنوات من التحضير!

أصبحت المنحة تشبه قصص الجدات:

يحكى أنها موجودة،

لكن لا أحد رآها.

يذهب المواطن إلى البنك، يحمل آماله،

فيواجه بابتسامة موظف تقول له:

“المنحة؟ قريباً… بعد رمضان… أو بعد العطلة الصيفية… أو ربما بعد كأس العالم!”

وهكذا، كما سقط الدينار،

سقطت معه آخر ذرة من الثقة بين المواطن والمواعيد الرسمية.

لم يعد المواطن يحلم بربح المنحة،

بل يحلم فقط أن يسمع موعداً جديداً… يضحك عليه قليلاً، ثم يمضي إلى سوق السكوار

ليرى الأورو يتراقص عالياً بينما جيبه يتمرغ أرضاً!

وفي هذه الملحمة البطولية،

تحول الدينار إلى مجرد ورقة تذكارية لاقتصاد يعيش على الأوهام،

وتحولت المنحة السياحية إلى نكتة وطنية… يتداولها الناس في المقاهي أكثر مما يتداولون العملات.

في النهاية، يبقى المشهد كما هو:

  • الدينار يغرق.
  • الأورو يطير.
  • المنحة تتبخر.
  • والمواطن يتفرج… ويدفع الثمن، بالابتسامة أحياناً، وبالقهر دائماً.

لعلنا قريباً سنحتاج إلى طباعة أوراق نقدية جديدة:

فئة مليون دينار، مخصصة لشراء تذكرة حافلة…

ومؤجلة هي الأخرى إلى أجل غير مسمى!

فلا تقلق يا جزائري،

نحن بخير… وسنبقى كذلك!

لهذا السبب فقط يغارون منا ويستهدفوننا، كما قالوا لك مراراً.

أعداؤنا كُثر… قد حذّروك منهم،

أما أنت وأنا كما هم نُحب أرض الشهداء وأبناءها ، فاستمر في طريق الصبر والثبات معي، لا تتركني وحيداً..

فالمِنحة قادمة (في الطريق، ربما تاهت قليلاً)،

والدينار سيرتفع… يوماً ما…

في بورصة الوعود الوطنية، حيث كل شيء ممكن

إلا الحقيقة.

سعيد بودور، عضو ناشط في جمعية خبراء في الانتظار الوطني