في خضم توتر متصاعد بين الجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، بدأ وفد رسمي إماراتي، برئاسة معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة بوزارة الخارجية، زيارة رسمية لكل من مالي وبوركينا فاسو يوم الثلاثاء 20 ماي 2025، بهدف تعزيز علاقات الصداقة والتعاون.
زيارة رسمية إلى مالي
في العاصمة باماكو، استقبل رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، معالي الجنرال أسيمي غويتا، الوفد الإماراتي، بمشاركة وزير الخارجية المالي، معالي عبد الله ديوب. وتمحورت المحادثات حول توطيد التعاون في مجالات الأمن والزراعة والتنمية الصناعية والاقتصادية. كما عبّر الجانب المالي عن التزامه بمبادئ احترام السيادة الوطنية وخياراته الاستراتيجية، مؤكدًا تقاربه مع الإمارات في المنصات متعددة الأطراف كمنظمة التعاون الإسلامي.
محطة ثانية في بوركينا فاسو

في واغادوغو، استقبل رئيس الدولة الكابتن إبراهيم تراوري، الوفد الإماراتي في زيارة وُصفت بأنها “صداقة وعمل”. ونقل الوزير الإماراتي تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأكد على رغبة الإمارات في تعزيز التعاون الاقتصادي مع بوركينا فاسو، واصفًا العلاقة بين البلدين بالراسخة والنموذجية.
في خلفية المشهد: أزمة مع الجزائر
تأتي هذه الجولة الدبلوماسية بالتزامن مع أزمة حادة بين الجزائر والإمارات، عادت للواجهة عقب قضية سجن الدكتور محمد لمين بلغيث، عقب تصريحات أدلى بها في قناة اماراتية.
وبلغ التوتر ذروته بعد هجوم مباشر شنه التلفزيون الرسمي الجزائري، واصفًا الإمارات بـ”دويلة الأقزام المصطنعة”، في خطاب أثار صدى سياسيًا وإعلاميًا واسعًا.
كما تعيش العلاقات بين الجزائر ومالي حالة من التوتر، خاصة بعد حادثة إسقاط طائرة مسيرة مالية اخترقت الحدود الجزائرية، ما أثار استياء باماكو.
في هذا السياق، يُسجّل موقف فاتر من قبل دول الساحل تجاه الجزائر، في ظل تقاربها المتزايد مع أطراف إقليمية أخرى.