رست، يوم الخميس، بميناء الجزائر الباخرة اليونانية “الفينيزلوس”، التي تم استئجارها من طرف المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، بهدف تدعيم الأسطول البحري الوطني خلال موسم الاصطياف.
وتأتي هذه الخطوة كحل ظرفي لمواجهة الضغط الموسمي، في ظل العجز المزمن الذي يعانيه القطاع.
الباخرة المستأجرة، التي تتسع لأكثر من 2000 مسافر و750 مركبة، ستشتغل على خطي الجزائر العاصمة – أليكانتي – الجزائر العاصمة، ووهران – أليكانتي – وهران، وهي خطوط تشهد إقبالًا متزايدًا من أفراد الجالية الجزائرية، خاصة خلال موسم العطل.
ورغم أهمية هذه الخطوة من حيث تعزيز الطاقة الاستيعابية، إلا أنها تطرح مجددًا تساؤلات مشروعة حول غياب استراتيجية استباقية لتجديد وتوسيع الأسطول الوطني، بدل الاعتماد الموسمي على الاستئجار الخارجي الذي يُحمِّل الخزينة أعباء إضافية دون بناء قدرات مستدامة.
وقد أعلنت المؤسسة عن برنامج صيفي بـ320 رحلة، منها 200 رحلة نحو فرنسا و120 نحو إسبانيا، يتم تنفيذها بأربع بواخر فقط، إحداها مستأجرة، وهو ما يعكس محدودية الإمكانيات التشغيلية مقارنة بحجم الطلب، ويدفع الكثيرين إلى التساؤل حول التأخر في الاستثمار الجاد في قطاع النقل البحري رغم أهميته الاستراتيجية.
وفي الوقت الذي تحدث فيه وزير النقل، السعيد سعيود، عن “تجنيد الإمكانيات لخدمة الجالية”، يبقى الواقع الميداني مرهونًا بتحسين البنية التحتية، واحترام آجال الإبحار، ومعالجة النقائص المتكررة في خدمات الاستقبال والصعود، والتي تشتكي منها الجالية عامًا بعد عام.
كما أعلنت المؤسسة عن عروض ترويجية بأسعار “تحفيزية”، في محاولة لجذب المسافرين، لكن فعالية هذه العروض لا يمكن تقييمها في غياب شفافية تامة حول التسعيرات والخدمات المقدمة، خاصة مع المنافسة التي بدأت تفرضها بعض الشركات الخاصة الجديدة في السوق.
ويعكس الوصول المتأخر لحلول مؤقتة، والاحتفال باستقبال سفينة مستأجرة، واقعًا مؤسفًا، يتمثل في الاعتماد المستمر على المعالجات الظرفية بدل بناء منظومة نقل بحري قادرة على تلبية حاجيات المواطنين بكفاءة واستقلالية.
المطلوب ليس ترقيعًا موسمياً، بل سياسة نقل وطنية تليق ببلد يملك واجهة بحرية طويلة، وجالية تزداد ارتباطًا بالوطن كلما وفرت له سبل العودة دون معاناة.